عاصم بن عمر بجدل ، وخالد بن يزيد ، وسليمان بن منظور ، والفيض بن عقفان (١) ، وابن عصمة بن عصام من بني عامر بن عوف من كلب ، وجمع كثير ، فوصلهم أمير المؤمنين ورجعوا.
واستخلف إبراهيم بن صالح ابنه إسحاق على دمشق ، وضم إليه رجلا من كندة كاتبا يقال له : الهيثم بن عوف ، فغضب الناس ، وحبس رؤساء من قيس وأخذ أربعين رجلا من محارب فضربهم بالسّياط ، وحلق رءوسهم ونحّاهم (٢) ، ضرب كل رجل ثلاثمائة وحبسهم وضرب مولى لثقيف يقال له قطن (٣) بالسياط حتى مات ، فنفر الناس ، وخرج غلام من ولد قيس بن العنبسي إلى زراعة له بالبثنية ومعه رجل من ولد المسور ، فلما كان في قرية لغسان عرفه ابن الخزرج الغسّاني فأخذوه وذبحوه ، وقتلوا صاحبه ، فهاج الناس ، وجاء أخو المقتول إلى ناس من الزواقيل بحوران فاستنجدهم فخرج دعامة بن عبد الله ، ودحمان بن محمّد في عصابة من موالي قريش بعد أيام إلى الغوطة ، فأتوا قرية تسمى كوكبا إلى جنب داريّا ، فخرج ابن عامر بن حيّان العنسي (٤) ـ وكان فارسا بطلا ـ يريد تلك القرية ، فلما دخل القصر أخذه دعامة ، فأسره ثم تلوّم فإذا رجل من طيّىء قد كان أصاب دما بحوران ، فهرب فدخل القصر ، فأخذه دعامة ، فقتله وقتل العنسي (٥) وخرج هو وأصحابه فطلبتهم خيل إسحاق بن إبراهيم ففاتهم وبلغ الخبر القيسيين عتمة ، فقال لهم وريزة بن سماك بن وريزة العنسي تركت كليب بن عمر بن الجنيد بن عبد الرّحمن في بستان له ، وعنده ضيفان له من قريش يشربون ، فخرجوا إليهم ، فقتلوهم وأصبح الناس نافرين ، وجاءت أم الغلام إلى أبي الهيذام بثيابه بدمائها وهو بحوران ، فألقتها بين يديه ، فقال لها : انصرفي حتى أنظر ، فلست أريد أمرا على ظلمة ، ولا أخبط خبط العشواء ، نأتي الأمير ونرفع إليه دماءنا ، فقد عرفناها ، فإن نظر فيها وإلّا فأمير المؤمنين ـ يعني ينظر في ذلك ـ وأرى رأيي ، وأرسل إسحاق بن إبراهيم إلى إبراهيم بن حميد المروروذي ، وهو عامله على حوران ، أن أحمل إليّ أبا الهيذام ، فقال له أبو الهيذام : إنما يريد القوم عنتي ، فكتب إبراهيم بن حميد إلى إسحاق يعذر أبا
__________________
(١) في م : عقبان.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : ولحاهم.
(٣) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م.
(٤) بالأصل وم العبسي ، والمثبت عن المطبوعة.
(٥) بالأصل وم العبسي ، والمثبت عن المطبوعة.