الهيذام ، فكتب إليه أن أحمله ومخلد بن علاط ، وخريم بن أبي الهيذام ، وناس من بني مرّة فحملهم ، فقدموا عليه ، فلم يأذن لهم ، فأقام أبو الهيذام في منزله ، فقيل له : لو أتيته ، قال : قد فعلت فلم يأذن لي وظننته مشغولا فقلت : يخلو وجهه ، وخرج ناس من الزواقيل فلقوا رجلا يقال له : غني وابنيه كان مولى لعبد الملك فادّعته جرش وزوّجوه وكان من فرسانهم ، فقتلوه وقتلوا ابنيه في النصف من المحرم ليلة السّبت ، فيخرج ناس من كلب من ليلتهم إلى الحرجلة (١) فقتلوا فيها رجلا من بني سليم أو من بني كلاب.
وأصبح أهل اليمن فغدا منهم أربعمائة من أهل داريا ، فدفنوا غنيّا وابنيه فقال ابن حمية (٢) وهو ورأس القوم : والله لا أبرح حتى أدرك بثأري ، وأغار على أهل تلفياثا (٣) وهم جيران محارب أو غنيّ فقتل ثلاثة رهط من محارب ، وأحرق فيها وأنهبها ، فأقبل أهل تلفياثا إلى أبي الهيذام يركضون ، فركب أبو الهيذام في أربعة فوارس ومنه عشرة من الرجالة ، فأتى باب إسحاق فنادى : أعزل عنا ابن عوف (٤) فسرح إليه إسحاق (٥) بن زياد بن جعفر العقيلي أبا الوجيه فقال له : ما لك يا أبا الهيذام أخلعت؟ قال : لا ولكن أعزل عنا ابن عوف (٦) ، قال : لا نعزله ، قال : يا كلب أما والله لو لا شماتتهم بك لضربت عنقك ، والله لا أضعها على أنفي حتى تعزله أو أموت ، ووضع يده على أنف البيضة ، فرجع زياد إلى إسحاق فأخبره ثم خرج فقال : قد عزله واستعمل عليكم زيادا مولاه ، فقال وصلته الرحم وجزاه الله عن رعيته خيرا ، وانصرف فأرسل إسحاق إلى أهل اليمن : زعمتم أنكم أهل العدد والعز ، وقد صنع بصاحبكم ما صنع ، فاجتمعوا وأتوا أبا الهيذام من باب الجابية ، فخرج أبو الهيذام في عشرة فوارس ، فقيل له : القوم جمع كثير ، ومعك فتيان عزل لا يدرون ما القتال ، قال : ما يدريكم أبلوتموهم؟ قالوا : لا ، قال : فعند هؤلاء موت ناقع ، قالوا : عدد القوم كثير ، قال : يعين الله ، وخرج إليهم ، فحمل رجل من قريش يقال له عبد الرّحمن يلقب طون ، وغلام لأبي الهيذام فصرعا
__________________
(١) الحرجلة : من قرى دمشق (معجم البلدان).
(٢) كذا بالأصل وفي م ، وفي المطبوعة : جفنة.
(٣) تلفياثا : قرية من قرى غوطة دمشق (ياقوت).
(٤) كذا بالأصل وفي م ، وفي المطبوعة : ابن غوث.
(٥) سقطت «بن» من المطبوعة. وهو الصواب وسيأتي بعد أسطر ما يثبت أنه الصواب باعتبار أن زيادا سيأتي إلى إسحاق.
(٦) في م : ابن غوث.