إبراهيم بن أبي أمية ، قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : عامر بن عبد الله بن عبد قيس العنبري لا أعلم أنه لقي أحدا من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم.
هذا وهم من نوح ، فإن عامرا كان في زمن عثمان بن عفان رجلا ، وقد لقي جماعة من الصحابة ، ولعل نوحا أراد : لم يرو عن أحد من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال له : لم يلق أحدا وإنما لم يشتغل عامر بالرواية لاشتغاله بالعبادة ، والله أعلم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا الحسين بن جعفر ، ومحمد بن الحسن ، وأحمد بن محمد العتيقي.
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر ، قالوا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي (١) قال : عامر بن عبد قيس العنبري ، بصري ، تابعي ، ثقة من التابعين وعبّادهم ، رآه كعب فقال : هذا راهب هذه الأمة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو بكر بن سيف ، نا السّري بن يحيى ، أنا شعيب بن إبراهيم ، أنا سيف بن عمر ، عن محمد ، وطلحة قالا (٢) : إنّ حمران بن أبان تزوج امرأة في عدّتها ، فنكّل به عثمان وفرّق بينهما ، وسيّره إلى البصرة ، فلزم ابن عامر ، فتذاكروا يوما الركوب والمرور بعامر بن [عبد](٣) قيس ، وكان منقبضا من الناس ، فقال حمران : ألا أسبقكم إليه فأخبره ، فخرج ، فدخل عليه وهو يقرأ في المصحف ، فقال : الأمير أراد أن يمر بك ، وأحببت أن أخبرك ، فلم يقطع قراءته ولم يقبل عليه ، فقام من عنده خارجا ، فلما انتهى إلى الباب لقيه ابن عامر فقال : جئتك من عند رجل لا يرى لآل إبراهيم عليه فضلا ، واستأذن ابن عامر فدخل عليه وجلس إليه ، فأطبق عامر المصحف وحدّثه ساعة ، فقال له ابن عامر : ألا تغشانا؟ فقال : إن سعد بن أبي العرجاء يحب الشرف ، فقال : ألا نستعملك (٤)؟ فقال : حصين بن أبي الحرّ يحب العمل ، قال : ألا نزوجك؟ قال :
__________________
(١) كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص ٢٤٥.
(٢) الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت ٢ / ٦٣٩ (حوادث سنة ٣٣).
(٣) زيادة عن م.
(٤) بالأصل وم : يستعملك ، والمثبت عن الطبري.