قال : وكان أبو الهيذام يخرج إلى الجماعات الكثيرة يباشر القتال بنفسه ، فقيل له : لا تفعل ، فقال : اسكتوا إني رأيت في المنام إبليس وضع برنسه على رأسي فأنا لا أقتل.
قال : وقتل مع أبي الهيذام برز (١) بن كامل القيسي وكان من فرسانه.
قال أبو الحسين الرازي : هذه رواية المدائني في أمر أبي الهيذام.
وأمّا في رواية الدمشقيين ففيه زيادات كثيرة على ما حكى المدائني :
ذكروا أن في اليوم الذي قاتل فيه أبو الهيذام حتى بلغ قصر الحجّاج وفيه الأمير إسحاق بن إبراهيم ، قالوا (٢) : فشدّ عليهم الهيذام ، وخريم ابنا أبي الهيذام ومولى لبني أمية يقال له : عبد الرّحمن (٣) بن سعيد ، وعبد لأبي الهيذام أصغر يقال له : سابق. فهزموا اليمانية حتى بلغوا دار الحجاج وفيها إسحاق بن إبراهيم ، وقتلوا منهم فأثخنوا في القتل ، فقال في ذلك عمرو بن واقد مولى ابن (٤) أبي سفيان :
لم أر كالهيذام في الناس فارسا |
|
صريحا ولا عبدا شبيها بسابق |
كأنهما صقران حلّا حمائما |
|
أتيحا لها في الجو من رأس حالق (٥) |
فولت بنو قحطان عنّا كأنهم |
|
هنالك ضأن جلن من صوت ناعق |
ثم جمعت اليمانية جمعا كثيرا ثم ساروا إلى دمشق حتى أتوها من ثلاثة أبواب منها : باب الجابية ، وباب توماء ، وباب كيسان ، وخرجت المضرية ، فاقتتلوا قتالا شديدا [حتى كثر القتل والجراح في الفريقين ، ثم انهزمت اليمانية ، وتبعتهم مضر دخلت بعض قراهم ، فأنهبوها وحرقوها ، ثم إن اليمانية جمعوا جمعا عظيما ، ورأسوا عليهم عاصم بن (٦) بحدل الكلبي ، ثم أتوا مدينة دمشق من بابها الذي يدعى باب كيسان ، وخرجت إليهم المضرية ، فاقتتلوا قتالا شديدا](٧) وقتل ملأ من الفريقين
__________________
(١) عن م وبالأصل : بدر.
(٢) عن م والمطبوعة وبالأصل : قال.
(٣) «عبد الرحمن» مكررة في م.
(٤) في الأصل وم : «إلى» بدل «ابن» والمثبت عن المطبوعة.
(٥) عن المطبوعة ، وبالأصل وم : حابق.
(٦) كذا في م ، وورد في المطبوعة : عاصم بن محمد بن بحدل الكلبي.
(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.