ـ وأصيب يومئذ فارسان من قيس كلاهما كان قائدا : برز (١) بن كامل بن صادر القيسي من ولد قيس بن زهير ، ورجل من بني مازن ، ثم انهزمت اليمانية ، وكان ممن قتل منهم يومئذ نحو من عشرين رجلا من بني بحدل والحارث بن سعيد الحجوري من همدان وعم معتوف (٢) بن يحيى وكان فارسا قائدا في نحو من ثلاثمائة من أفناء قبائل اليمن ، وهرب رأسهم عاصم بن محمّد بن بحدل (٣) ، فلحق بالخليفة ببغداد.
ثم جمعت اليمانية جمعا آخر ورأسوا عليهم وريزة بن سماك العنسي ثم أتوا دمشق من باب الجابية قد نشروا راية عنس التي يقال لها : العروس ، فخرج إليهم أبو الهيذام في المضرية ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، ثم إن اليمانية علوا على ثغرة من السور ، ونصبوا عليها رايتهم ونحّوا عنها من كان عليها من المضرية ، وترجّل وريزة في فرسان من أهل اليمن ، وإسحاق بن إبراهيم الوالبي (٤) يشرف عليهم من دار الحجاج ومعه رجل من أهل اليمن ، يقال له : ابن غوث على شرطه وهو يقول له : كيف ترى أصلحك الله فرسان قحطان؟ فاقتتلوا قتالا شديدا على تلك الثغرة حتى قتل وريزة بن سماك ، فزعمت اليمانية أنه إنما مات في الزحام ولم يقتل بسلاح ، وزعمت المضرية أنه قتله فتى من بني ليث بن بكر بن كنانة من ولد جثامة بن قيس يقال له : محمّد ، وأنه أدركه حين انهزم ، وقد وثب في متن فرسه فاعترضه بعمود على صدره فقتله. ثم اتبعهم أبو الهيذام في المضرية حتى أتوا قرية لأهل اليمن يقال لها : داريّا هي أعظم قرى أهل اليمن بغوطة دمشق. فخرجوا إليهم فاقتتلوا قتالا شديدا ثم انكشف اليمانية عن قريتهم ، ولحقوا بالجبل ، ودخلها المضرية فانتهبوا وأحرقوا ، وقتل بينهم قتلى كثيرة ، وكان أكثرهم في اليمانية ، وكان ممن قتل يومئذ من المضرية برز (٥) بن حاتم المري ، وكان من فرسان قيس.
ثم إن المعمر بن أيوب الطائي من أهل حمص خرج في ستمائة فارس من أهل القوة والجلد من يمانية حمص حتى تغير على غوطة دمشق مما يلي ثنيّة العقاب (٦) ،
__________________
(١) بالأصل وم : «بوز» والمثبت عن المطبوعة.
(٢) في المطبوعة : معيوف.
(٣) في م : بجدل.
(٤) كذا بالأصل وفي م ، وفي المطبوعة : الوالي.
(٥) كذا بالأصل والمطبوعة ، وفي م : بوز.
(٦) ثنية العقاب : ثنية مشرفة على غوطة دمشق يطؤها القاصد من دمشق إلى حمص (ياقوت).