وأصبحت أصنام الدنيا كلها يوم مولد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، منكوسة وأصبح عرش ابليس قد سقط.
عن يحيى بن عروة (١) ، عن أبيه أن نفرا من قريش ، منهم ورقة بن نوفل (٢) ، وزيد بن عمرو بن نفيل (٣) ، وعبيد الله بن جحش (٤) ، وعثمان بن الحويرث كانوا عند صنم لهم قد اجتمعوا إليه يوما ، اتخذوا ذلك اليوم عيدا في كل سنة يعظمونه / وينحرون عنده الجزور ، فرأوه مكبوبا على وجهه ، فأنكروا ذلك وردوه إلى حاله ، فانقلب انقلابا عنيفا ، فردوه ، فانقلب ثالثا ، فقال عثمان بن الحويرث :
أيا صنم العيد الذي صف حوله |
|
صناديد وفد من بعيد ومن قرب |
__________________
(١) يحيى بن عروة بن الزبير ، أبو عبد الله الأسدي المدني ، كان محدثا ثقة من السادسة.
انظر : ابن حجر : التقريب ص ٥٩٤.
(٢) ورقة بن نوفل الأسدي ، ابن عم خديجة رضياللهعنها ، ترك عبادة الأصنام وتنصر ، اختلفوا في إسلامه ، وصرح ابن القيم بإسلامه ، وأرخ ابن فهد وفاته في السنة الرابعة من البعثة النبوية.
انظر : ابن القيم : زاد المعاد ٢ / ٤٨ ، ابن حجر : الاصابة ٣ / ٦٣٣ ، ابن فهد : اتحاف الورى ١ / ٢١٠.
(٣) زيد بن عمرو بن نفيل القرشي العدوي ، كان يطلب الدين وكره النصرانية واليهودية وعبادة الأصنام ، اعتزل قومه وما كانوات يعبدون ، خرج من مكة وأتى الموصل ، ثم أقبل نحو الشام يسأل عن الحنيفية ، وفي طريقه إلى مكة قتل بأرض لخم.
انظر : ابن هشام : السيرة ١ / ٢٢٤ ، ٢٣١ ، ابن الجوزي : المنتظم ٢ / ٣٣٠ ، ابن كثير : البداية ٢ / ٢٢١.
(٤) عبيد الله بن جحش الأسدي ، أسلم وهاجر إلى الحبشة مع زوجته أم حبيبة ، تنصر بأرض الحبشة ، ومات بها نصرانيا لإسرافه في شرب الخمر.
انظر : ابن سعد : الطبقات ٨ / ٩٦ ، ابن عبد البر : الاستيعاب ٤ / ١٨٤٤.