يقول : سلم لي على رسول الله صلىاللهعليهوسلم (١).
وروى ابن بشكوال (٢) أن سفيان الثوري وجد شابا لا يرفع قدما ولا يضع أخرى إلا وهو يقول : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، فسأله عن ذلك قال : كنت حاجا ومعي والدتي ، فأدخلتها البيت ، فوقعت وتورم بطنها واسود وجهها ، فجلست عندها حزينا ، فإذا برجل عليه ثياب بيض ، فدخل البيت فأمّر بيده على وجهها فابيض وعلى بطنها فسكن الورم ، فتعلقت بثوبه ، فقلت من أنت؟ قال : أنا نبيك محمد صلىاللهعليهوسلم ، قلت يا رسول الله ، فأوصني ، قال : لا ترفع قدما ولا تضع قدما إلا وتقول : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.
وبإسناده أيضا إلى عبد الواحد بن زيد قال : صحبني رجل في الحج ، فكان لا يتحرك إلا صلى على النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال : فسألته ؛ فقال : خرجت منذ سنيات إلى مكة [المشرفة](٣) ومعي أبي ، فبينما أنا نائم أتاني آت فقال لي : قم فقد مات أبوك واسود وجهه ، فقمت فكشفت الثوب عن وجهه ، فإذا هو ميت مسود الوجه ، فاغتممت وغلبتني عناي ، وإذا بأربعة سودان معهم أعمدة من حديد ، إذ أقبل رجل يمشي حسن الوجه بين ثوبين أخضرين ، فقال لهم : تنحوا ، فرفع الثوب عن وجهه ، فمسح وجهه بيديه ، ثم أتاني فقال : قم قد بيض الله وجه أبيك ، فقلت : من أنت بأبي أنت وأمي؟ فقال : أنا محمد صلىاللهعليهوسلم ، فكشفت
__________________
(١) الأثر ذكره القاضي عياض في الشفا ٢ / ٧٠ ، ابن النجار في الدرة الثمينة ٢ / ٣٩٨ ، ابن الضياء في تاريخ مكة ص ٢٥٢.
(٢) خلف بن عبد الملك ، أبو القاسم الأنصاري القرطبي المعروف بابن بشكوال ، محدث الأندلس ومؤرخها ، مات في سنة ٥٧٨ ه.
انظر : ابن العماد : شذرات الذهب ٤ / ٢٦١ ـ ٢٦٢.
(٣) سقط من الأصل والاضافة من (ط).