وربط صخرة كبيرة وجبدناها ، فلما وصلت رأس البئر / وقعت عليه وهو يحفر ، فنظرنا فإذا هي على رأسه ورأسه مغروزة في التراب وهو لا يتحرك ، وكان أخوه معنا ومعه مقدار مائة درهم ، ففرقها على الفقراء في ذلك الحين ، ونزلنا فرفعناها عنه ، فقام سويا لم يخدش فيه شيء.
وسمعته رحمهالله يقول : سمعت والدي أبا محمد المرجاني يقول ، سمعت خادم الحجرة الشريفة يقول ، قال والدي : وسمعتها أيضا من الخادم بعد ذلك قال : جاءنا من العراق بجملة من المال إلى سلطان المدينة ، على أن يأخذوا أبي بكر وعمر ، فأنعم بذلك ، ونادى شيخ الخدام قال ، فقال لي : إذا أتاك هذا النفر فدعهم يفعلون ما يريدون ، قال : فلما خرج الناس بعد العشاء وغلقت أبواب المسجد ، دقوا على باب السلام ، ففتحت ، فدخل خمسة عشر ـ أو قال وعشرون رجلا ـ بالمساحي والقفف ، فما مشوا غير خطوة أو خطوتين وابتلعتهم الأرض ، قال الخادم : فوقفت داهشا ، فإذا بأمير المدينة [بعد ساعة](١) يضرب الباب ، ففتحت ، فقال : ما فعلوا؟ فقلت : دخلوا من هنا وغرقوا هناك ، فقال : اكتم أمرهم ، فلم يتحدث به إلا بعد موت الأمير المذكور (٢).
وسمعته أيضا رحمهالله يقول : جاءت حداءة ، فوقفت على شباك الحجرة ، فقام لها سعيد الهندي ـ بعض خدام الحجرة الشريفة ـ فضربها بالخطاف ومسكها ، فقيل له ـ مستجيرة ـ : لا تذبحها ، فذبحها على باب جبريل ، وخرج إلى بيته ، فما دخل المسجد بعد ذلك ، ومرض أياما وتوفى.
__________________
(١) سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(٢) الخبر أورده السمهودي في وفاء الوفا ص ٦٥٤ نقلا عن المرجاني «المؤلف» في تاريخ المدينة.