وإنّ أحمد في الدنيا وإن عظمت |
|
لواحد مفرد في عالم أمم |
تهدى الملوك به من بعد ما نكصت |
|
كما تراجع فلّ الجيش بالعلم |
من الملوك الألى اعتادت أوائلهم |
|
سحب البرود ومشج المسك باللمم |
زادت مرور الليالي بينهم شرفا |
|
كالسيف يزداد إرهافا على القدم |
تسنّموا نكبات الدهر واختلطوا |
|
مع الخطوب اختلاط البرء بالسقم |
وأطنب الحجاريّ في الثناء عليه ، وعظّمه في الشعر ، بقوله في ابن صمادح : [البسيط]
لم يبق للجور في أيامكم أثر |
|
إلا الذي في عيون الغيد من حور |
وهو من شعراء المائة السادسة.
٥٠٩ ـ ابنه أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل (١)
أخبرني والدي : أنه كان فيلسوفا أديبا ؛ ومن السّمط : ذو السلف والشرف ، والنّخب والطّرف. وذكر أنه اعتبط شابّا ، وأنشد له : [الطويل]
ملامكما ظلم عليّ وعدوان |
|
فكفّا ولو أنّ الملامة إحسان |
تقولان من أضناك شوقا ولوعة |
|
أولئك أحبابي يكونون من كانوا |
هم زهرة الدنيا على أنهم جفوا |
|
وهم موضع اللّقيا ولو أنهم بانوا |
ومنها : [الطويل]
حولي من الأعداء واش وكاشح |
|
وغيران مرهوب اللقاءة شيخان |
وصفراء مرنان لفرقة إلفها |
|
وأبيض مكسوّ وأسمر عريان |
الأهداب
موشحة لأبي عبد الله المذكور
يا ربّة العقد |
|
متى تقلّد |
بالأنجم الزهر |
|
ذاك المقلّد |
من أطلع البدرا |
|
على جبينك |
__________________
(١) انظر ترجمته في المطرب (ص ٧١) ونفح الطيب (ج ٤ / ص ٣٥٥) والمسالك (ج ١١ / ص ٢٣٨).