بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب الأول
من الكتب التي يشتمل عليها :
كتاب مملكة بلنسية
وهو
كتاب الألحان المنسية ، في حلى حضرة بلنسية
المنصة
هي عروس.
من المسهب : مطيب الأندلس ، ومطمح الأعين والأنفس ، قد خصّها الله بأحسن مكان ، وحفّها بالأنهار والجنان ، فلا ترى إلا مياها تتفرّع ، ولا تسمع إلا أطيارا تشجع ، ولا تستنشق إلا أزهارا تنفح ، وما أجلت لحظا بها في شيء إلا قلت هذا أملح ، ولها البحيرة التي تزيد في ضياء بلنسية صحو الشمس عليها. ويقال إن ضوء بلنسية يزيد على ضوء سائر بلاد الأندلس ، وجوّها صقيل أبدا ، لا ترى فيه ما يكدّر خاطرا ولا بصرا ، لأن الجنات والأنهار أحدقت بها ، فلم يثر بأرجائها تراب من سير الأرجل وهبوب الرياح ، فيكدّر جوّها ، وهواؤها حسن لتمكنها من الإقليم الرابع ، وأخذها من كل حسن بنصيب. ولها البحر على القرب ، والبرّ المتّسع ، وحيث خرجت من جهاتها لا تلقى إلا منازه ومسارح ، ومن أبدعها وأشهرها الرّصافة ، ومنية ابن أبي عامر.
وهي مدينة متمكنة الحضارة ، جليلة القدر.