الأندلس. وملكها في مدة ملوك الطوائف مجاهد العامريّ الذي تقدمت ترجمته في مدينة دانية ، ولما مات غلب عليها مولاه المرتضى أغلب ، وكان واليه عليها ، ثم مات فوليها :
٦٤٣ ـ مبسّر ناصر الدولة (١)
فدام بها ملكه ، وأحسن التدبير ، وقصده الفضلاء ، منهم ابن اللّبّانة ، وله فيه أمداح كثيرة.
ولم يخلعه الملثّمون منها. ولما مات صارت الجزيرة لهم وتوالى عليها ولاة الملثّمين إلى أن قامت عليها الأندلس بإطلال دولة عبد المؤمن ، فركن إليها عبد الله بن محمد المشهور بابن غانية الملثّم ، فاستقام بها ملكه ، ثم ملكها بعده إسحاق ، وكان ضابطا للملك غازيا للنصارى. وملكها بعده ابنه عبد الله ، فصرف له بنوه عبد المؤمن وجوههم ، فدخلوا عليه الجزيرة في مدة منصور بني عبد المؤمن سنة ثمانين وخمسمائة ، وكبا به فرسه ، فقتل. وصارت لبني عبد المؤمن ، وتوالت عليها ولاتهم ، إلى أن أخذها النصارى من أبي يحيى بن عمران التيمللي ، وكان بخيلا غير حسن التدبير ، سامحه الله. وكان ذلك بعدما ثارت الأندلس على بني عبد المؤمن في عام خمسة وعشرين وستمائة ، وهي الآن للنصارى جبرها الله.
السلك
٦٤٤ ـ المحدّث الإمام أبو عبد الله محمد بن فتوح الحميديّ (٢)
من الأئمة المشهورين ، حجّ وسكن بغداد ، وصنّف فيها جذوة المقتبس ، في علماء الأندلس وفضلائها ، وهو مذكور في صلة ابن بشكوال ، وأنشد له قوله : [الوافر]
لقاء الناس ليس يفيد شيئا |
|
سوى الهذيان من قيل وقال |
فأقلل من لقاء الناس إلا |
|
لأخذ العلم أو إصلاح حال |
٦٤٥ ـ ابن عبد الوليّ الميورقيّ (٣)
أخبرني من اجتمع به في ميورقة أنه كان شاعرا وشّاحا ، وأنشدني له (٤) : [الخفيف]
__________________
(١) انظر الجزء السادس من نفح الطيب.
(٢) ترجمته في الوافي (ج ٤ / ص ١٣١) والصلة (ص ٥٠٢) ومعجم الأدباء (ج ١٨ / ص ٢٨٢).
(٣) انظر ترجمته في نفح الطيب (ج ٦ / ص ٢٢٧).
(٤) الأبيات في النفح (ج ٦ / ص ٢٢٧).