بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد
أما بعد حمد الله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه ، فهذا :
الكتاب الأول
من الكتب التي يشتمل عليها :
كتاب الثغر
وهو
كتاب البسطة ، في حلى مدينة سرقسطة
المنصّة
قد نصّ الرازي على طيب أرضها وحسن بقعتها. ومن المسهب : أما سرقسطة فإني أنشد بعد خروجي عنها ما قاله ابن حمديس :
فإن كنت أخرجت من جنّة |
|
فإني أحدّث أخبارها |
ناهيك من مدينة بيضاء ، أحدقت بها من بساتيها زمردة خضراء ، والتفّت عليها أنهارها الأربعة ، فأضحت بها رياضها مرصّعة مجزّعة. ولا نعلم في الأندلس مدينة يحدق بها أربعة أنهار سواها ، وكأن كل جهة تغايرت على إتحافها ، فأهدت إليها نهرا يلثم من أعطافها. وأشهرها نهر جلّق ، وشرب موسى بن نصير فاتح الأندلس من ماء نهر جدّق ، فاستعذبه ، وحكم أنه لم يشرب بالأندلس ماء أعذب منه ، وشبّه ما عليه من البساتين بغوطة دمشق. وقيل إن سرقسطة من بنيان الإسكندر ، وفيها يقول الأمير عبد الله بن هود الذي أخرجه بنو عمه منها :