خذ ما أتاك من الزمان المدبر |
|
فالطّلّ يقنع كلّ من لم يمطر |
كم ذا التأوّه طول دهرك حسرة |
|
لمّا تعدّاك الذي لم يقدر |
لا تطمحنّ لما خلقت لدونه |
|
للبدر قدر لم ينله المشتري |
السلك
الكتّاب
٣٨٣ ـ ذو الوزارتين أبو عبد الله محمد بن أبي الخصال (١) كاتب أمير المسلمين
مذكور بأجلّ ذكر في الذخيرة والقلائد والمسهب والسقط. إلا أن صاحب القلائد غضّ من أصله. وقد تقدمت رسالته السّراجية في صدر الكتاب ، وهي أعلى نثره ، ومن كلماته قوله : لو لا الظلام ما سطع السراج ، ولو لا الصبر ما نفع الإفراج ـ أعف صديقك من ريح العتاب وإن كانت نسيما ، وأقبله من الرضا وجها وسيما ـ من أمّلك ، فقد حمّلك ، وأوجب عليك احتمال ما حمّلك ـ حقّ الأديب على الأديب ، حقّ الوابل على المكان الجديب. الأديب مع الأديب زند يصافح زندا ، ورند يفاوح رندا ـ الشوق ما اقتاد العصيّ وألزم التسيار للمكان القصيّ ـ ربّ شوق أبدع بالمطيّ ، وخطا على صدور الخطيّ ـ لا يعدم مال الكريم غارة من الإفصال تشنّ ، وعادة من الإحسان تسنّ. ومن نظمه قوله (٢) : [المنسرح]
وليلة عنبرية الأفق |
|
ورويت فيها السرور من طرق |
وافت (٣) بنا عاطلا وقد لبست |
|
غلالة فصّلت من الحدق |
فاجا (٤) بها الدهر من بنيه دجى (٥) |
|
بفتية كالصّباح في نسق |
__________________
(١) هو محمد بن مسعود بن طيب بن خلصة (سنة ٤٦٥ ه ـ ٥٤٠) من فر غليط من عمل شقورة ، له مؤلفات منها : (ظل الغمامة وطوق الحمامة) و (سراج الأدب) ترجمته في المعجب (ص ٢٣٧) والقلائد (ص ١٧٥) والصلة (ص ٥٥٧) وبغية الملتمس (رقم ٢٨٢) والذخيرة (ج ٢ / ق ٢ / ص ٧٨٧ وما بعدها) والمطرب (ص ١٨٧) ومعجم الصدفي (ص ١٤٤) ورايات المبرزين (ص ٧٤) ونفح الطيب (ج ٣ / ص ٢٦٨ / ٤٦٦ / ٥١٩ / ٦٠٢) والخريدة (ج ٢ / ص ٤٤٩) وبغية الوعاة (ص ١٠٤) ومسالك الأبصار (ج ١١ / ص ٢٤٣).
(٢) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٧٩٣).
(٣) في الذخيرة : حلّت بنا.
(٤) في الذخيرة : فجاءها.
(٥) في الذخيرة : هوىّ.