وقوله : من رسحها : فإنه يقال منه امرأة رسحاء ورجل أرسح ، إذا كان مؤخرهما من العجز وما والاه عاريا من اللحم ، وقول غرير : وأخذت شاذكونة : معناه وسادة ، فهي عندي في الأصل فارسية ، تكلّم بها من تكلم من العرب ، وهي مشتقة من موضع الجلوس ، ويقال له بالفارسية : كون ، وهذا من الباب الذي بينا الاشتقاق فيه كالمصدغة والمخدة ، وقد فسر أبو عبيدة : الزرابي (١) في قول الله عزوجل : (وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ)(٢) فقال : هي البسط ، كما قال غيره من أهل التأويل والعربية ، ثم قال : واحدها زربية وزرابي ، ثم قال : والزرابي في لغة أخرى الشواذكين وأني به على هذا اللفظ في الجمع.
وقوله : الدجر بالنوى : حكى بذلك نداء من يطوف بالدجر من باعته ويعرض بيعه بالنوى. كأنه يقول : اشتروا الدجر بالنوى ، أو يعني الدجر تباع بالنوى ، والدجر من أسماء اللوبياء ، وله أسماء ذوات عدد : اللوبياء واللوبيا ، بالمد والقصر ، وليا الواحدة لياءة ، ويقال للجارية المستحسنة كأنها لياءة مقشورة ، وروي عن بعضهم أنه قال : دخلت على معاوية وفي يده لياء مقشر أي مقشور ، ويقال له اللويباج والأحبل والحبيل والدجر.
ذكر أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد المعروف بابن الجزّار (٣) القيرواني في تاريخه الذي سماه : «التقريب بصحيح التاريخ» ، قال : سنة اثنتين وسبعين ومائة فيها مات أمير الأندلس عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ، وهو أول ملوك الأندلس من بني أمية ، ومات وهو ابن ستين سنة ، وكان ملكه أربعا (٤) وثلاثين سنة وخمسة أشهر ، ثم ولي من بعده هشام بن عبد الرّحمن لسبع خلون من جمادى وهو ابن إحدى وعشرين سنة.
٣٩٦٩ ـ عبد الرّحمن بن مغراء (٥) بن عياض بن الحارث بن عبد الله بن وهب
أبو زهير الدّوسي الرّازي (٦)
سكن ما شهران قرية من قرى الري.
__________________
(١) بالأصل وم : الرازي ، والصواب عن الجليس الصالح.
(٢) سورة الغاشية ، الآية : ١٦.
(٣) بالأصل وم : «الحرار» تصحيف والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٦١.
(٤) بالأصل وم : أربعة.
(٥) مغراء بفتح الميم وسكون المعجمة ثم راء ، (تقريب التهذيب).
(٦) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١١ / ٣٧٩ وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٢٢ ميزان ٢ / ٥٩٢ التاريخ الكبير ٣ / ١ / ٣٥٥ والجرح والتعديل ٥ / ٢٩٠ والكامل لابن عدي ٤ / ٢٨٩.