عبد الرّحمن بن ملّ قال : كنت فيمن يضرب عمر قدميه لإقامة الصف.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمّد الهلالي ، نا الهيثم بن عدي ، حدثني ابن عياش ، قال :
كان الفقهاء والمحدثون بعد أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ يعني بالبصرة ـ في هؤلاء النفر المسمين ، فذكرهم ، وفيهم : أبو عثمان النّهدي ، وهو عبد الرّحمن بن ملّ.
أخبرنا أبو القاسم [بن السمرقندي] ، أنا أبو الحسين (١) بن النقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا عياش بن يزيد ، نا سكن بن إسماعيل الأصم ـ وكان ثقة ـ نا عاصم الأحول قال :
بلغني أن أبا عثمان النهدي يصلي فيما بين المغرب والعشاء مائة (٢) ركعة ، فصلّيت المغرب ، ثم قام يصلّي وقعدت أعدّ صلاته ، قال : فقلت : إنّ هذا لهو الغبن ، يصلّي وأنا جالس؟ فقلت له : كم أحصيت إلى تلك الساعة؟ قال : خمسين ركعة.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وغيره ، قال : أبي بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا أحمد بن سلمان (٣) النجاد ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني إبراهيم بن راشد ، حدثني أبو عمر الضرير ، نا معتمر بن سليمان (٤) ، عن أبيه قال :
إني لأحسب أن أبا عثمان كان لا يصيب ذنبا ، كان ليله قائما ونهاره صائما ، وإن كان ليصلّي حتى يغشى عليه.
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا الحارث بن شريح ، نا معتمر ، عن أبيه قال :
كان أبو عثمان النهدي يركع ويسجد حتى يغشى عليه (٥).
__________________
(١) في م : «أبو الحسن بن البغوي» تحريف ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.
(٢) إلى هنا ينتهي الخبر في سير أعلام النبلاء ٤ / ١٧٧.
(٣) عن م وبالأصل : سليمان.
(٤) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١١ / ٣٨٤ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠) ص ٥٣٦ وسير أعلام النبلاء ٤ / ١٧٧.
(٥) سير أعلام النبلاء ٤ / ١٧٧ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠) ص ٥٣٦.