طارت شهرته في أنحاء المشرق وقد قام الثوار بإقامة المتاريس في الطرق والأزقة المفضية إليه حتى أصبح من المستحيل أن تقتحمه المدفعية أو الجنود المشاة.
وفي الساعة العاشرة صباحا اصطدم الثوار بكتيبة من الفرسان يقودها الجنرال ديبوي قومندان القاهرة وتغلب الأهالي على الكتيبة وقتل الجنرال ديبوي أثناء المعركة. وامتدت الثورة حتى اشتبكت الجماهير بدوريات الجنود في كل مكان.
كان نابليون في ذلك الوقت يطوف بسرعة ليتفقد الاستحكامات العسكرية في مصر القديمة والروضة ولما عاد إلى بولاق بلغة مصرع الجنرال ديبوي فأصدر أمرا بتعيين الجنرال بون خلفا له وكلفه بإجراء اللازم لإعادة النظام إلى المدينة.
هال الجنرال بون تفاقم الحالة في العاصمة فكتب إلى نابليون في الساعة العاشرة مساء من يوم الثورة يطلب اتخاذ إجراءات في غاية الشدة والصرامة مع حي العرب حيث يوجد الجامع الأكبر (الأزهر).
وفي صباح يوم ١١ جمادى الأولى ١٢١٣ (٢٢ أكتوبر ١٧٩٨ م) بلغت حماسة الثوار مبلغا عظيما حتى حاولوا ضرب الاستحاكات الفرنسية في القلعة من مسجد السلطان حسن ، كما تمكنوا من قتل الكولونيل سلكوسكي في معركة عند باب النصر.
وفي هذا اليوم أرسل نابليون الجنرال (برتييه) رئيس أركان حربه في الساعة الثانية بعد الظهر ومعه أمر بضرب الأزهر بالمدافع سلمه للجنرال بون وقد أوصى نابليون بوضع المدافع في أصلح المواقع ليكون تدميرها شديدا.
كما أصدر أمرا إلى الجنرال (دومارتان) بالاستيلاء على جميع المنافذ المفضية الى الأزهر ومما جاء في هذا الأمر (وعليكم أن تقتحموه بجنودكم