الممتاز ، ومحافظته على التراث الإسلامي ، وقيامه على أداء رسالته العلمية والتعليمية للمسلمين كافة ، واحتلاله مركز الزعامة.
في عهد الأتراك
وأصل الأزهر سيره ، يؤدي واجبه في خدمة الدين والثقافة بهمة فائقة ، ونشاط كبير ، حتى منيت البلاد بالفتح التركي العثماني سنة ٩٢٣ ه (١٥١٧ م) فحلت بالديار المصرية الكارثة ، واغتصب السلطان سليم الأول خير ما فيها من تحف وآثار ، وكتب نفيسة ، وسلب البلاد عمالها وصناعها ، وبعث بكل ذلك إلى القسطنطينية العاصمة ، وكان طبيعيا أن يصيب الأزهر ما أصاب البلاد من أضرار جسيمة ، فاختفت من رحابه الصفوة الممتازة من علمائه الأعلام ، وخفت صوته وانكمشت أهدافه وبرامجه الدراسية ، واقتصرت الدراسة فيه على العلوم الدينية ، والعربية ، واختفت العلوم الرياضية ، والفلسفية ، والطبية وغيرها من سائر العلوم الكونية ، وخيم عليه ركود طويل كاد يقضي عليه ، ويخمد أنفاسه.
وحين جاءت الحملة الفرنسية
وعلى غير انتظار احتل الفرنسيون الديار المصرية سنة ١٢١٣ ه (١٧٩٨ م) فأيقظت حملتهم الأزهر من سباته ، ونبهته من غفوته ، ووجد نفسه تحت ضغط الظروف والحوادث ، تشارك في الحركة القومية بتعبئة قوى الكفاح الشعبي ضد المستعمر الجديد ، وغرس الكراهية في النفوس ضد الفرنسيين ، الدخلاء ، فلعب دورا سياسيا خطيرا إبان الاحتلال الفرنسي ، واحتل موضع القيادة الروحية ، والزعامة السياسية في البلاد ، فكانت يقظة قومية وطنية قبل أن تكون يقظة علمية ، قادها كبار رجال الأزهر بزعامة شيخ الأزهر (الشيخ عبد الله الشرقاوي) ، وثارت القاهرة مرتين في وجه الفرنسيين ، ثم قتل (كليبر) نائب نابليون بيد (سليمان الحلبي) المنتمي