الإصلاح في الأزهر ، وفي النهوض بالأزهر إلى مستوى الجامعات الحديثة الكبرى ، وقد أرفق الشيخ المراغي مشروع هذا القانون بمذكرة أوضح فيها وجهة نظره ، وأنه يريد للأزهر أن يساير الحياة المعاصرة عن فهم وإدراك ، كما أنه يريد بهذا الإصلاح أن يفي الأزهر بالأغراض التي تحقق آمال المسلمين فيه ، وترجع به إلى عصوره الزاهرة من البحث العلمي السليم ، والتفكير الحر ، ودراسة الفنون التي تتفق مع طابعه القديم ، وتطابق مقتضيات العصر ، وتلبي رغباته ، وأن يتصل بالنهضة الحديثة في الغرب عن طريق تعلم اللغات الأجنبية ليرد شبهات المضللين ، ويدفع التهم الموجهة إلى الدين في كتابات الأجانب المغرضين ، ويفيد من طريقة وضعهم للكتب ، ومعالجتهم للمسائل العلمية ، ونورد فيما يلي بعض فقرات من تلك المذكرة ، فقد جاء فيها. «.. ونحن إذ نحاول إصلاح الأزهر نريد أن نوجد طالبا يفهم مسائل العلم فهما صحيحا ، ويفهم أغراضها ، وصلتها بأدلتها ، وصلتها بعضها ببعض ، ويستطيع التطبيق على الجزئيات ، ويستطيع الاستنباط والتدليل ، ويستطيع فهم الكتب القديمة التي ألفت في العصور المختلفة في جميع الفنون الإسلامية ، ... ، وأحب أن توجد كتب في جمع الفنون الحديثة على أسلوب عربي صحيح مناسب لأذواق الأجيال الحاضرة ، تهذب فيه المسائل على أحسن ما وصل إليه التحقيق العلمي ، وأن تحيا الكتب القديمة الجيدة في الأسلوب والوضع ، ... ، هذا الذي نحاوله بالتجديد. يجب ـ على ما أرى ـ أن يضعه الناس أمامهم ، وأن يجدوا للوصول إليه ، ... ، ولقد كان أسلافنا أشد الناس عناية بالعلم ، فلم يمض الزمن القليل حتى أخذوا علم اليونان ، وأدب الفرس ، وحكمة الهند واستعانوا بذلك كله في تفسير القرآن ، وفي وضع علم الكلام على الأسس التي نراها في مثل المواقف والمقاصد ، واستعانوا به في تنظيم مسائل العلوم جميعها ، فلم يخل علم من أثر الفلسفة والمنطق ، ولقد كانت لهم محاولات جديرة بالإعجاب في التوفيق بين الدين