كثيرة من كتابه «تبصير الحكام».
وخلف القرن التاسع لمطلع القرن العاشر الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي بمجده العالي في ذيوع التآليف الكثيرة المهمة ، فتأثرت الدراسة في جامع الزيتونة في القرن العاشر باسمه تأثرا قويا امتد إلى القرون التالية ، وحطت الرحال على كتبه ، وثار تحقيق المباحث من رسالته ، ودارت الروايات على أسانيده وتأثرت الدراسة الزيتونية في القرن العاشر ، بأعلام القرن التاسع من الأزهريين وكتبهم ، فشاع تفسير الجلالين ، وكثير من كتب المحلي ، ولا سيما شرحه على جمع الجوامع ، وشرح العيني على البخاري ، وكتب الشيخ خالد الأزهري ، مثل التصريح وشرح الأجرومية ، وقد ورد ذكرهما كلها في المشيخات والإجازات والتراجم ، كما شاع التحديث في الإجازات بأسانيد شيخ الإسلام زكرياء الأنصاري : آنا برواية التونسيين عن تلاميذه المصريين مثل رواية الشيخ أحمد بن إبراهيم الأندلسي عن الشيخ زين العابدين البكري عن أبيه عن الشيخ زكرياء. وآنا برواية التونسيين عمن لقوا الشيخ زكرياء من الفاسيين مثل رواية الشيخ خروف عن سقين العاصمي ، كما في كثير من الإجازات التونسية ، والمغربية بعامة ، بسند الشيخ عبد القادر الفاسي المشهور. وظهر بالأزهر في القرن العاشر أيضا أمثال الناصر اللقاني ، والبدر القرافي ، والقسطلاني ، وابن نجيم ، فشاعت كتبهم بتونس في القرن نفسه ، ولا سيما شرح القسطلاني على البخاري ، وكتاب المواهب اللدنية له وشرح العلامة الشنشوري ، خطيب الجامع الأزهر على متن الرحبية في الفرائض.
وكان من الذين طلعوا بتونس في أفق الزيتونة في القرن العاشر : الشيخ محمد خروف والشيخ محمد مغوش. أما الشيخ خروف فقد رحل إلى مصر ، وأخذ عن الناصر اللقاني ، والشمس اللقاني والشيخ أبي الحسن شارح الرسالة ، بعد أن أخذ عن جماعة من التونسيين مثل الزنديري ، وسليطن ومحمد مغوش وقد شاع الأخذ عن الشيخ خروف في الأسانيد