الفاسية برواية أبي عبد الله القصاري وأبي المحاسن الفاسي وبواسطة خروف تتصل الأسانيد الفاسية بكثير من الشيوخ الأزهريين وكتبهم (١) وأما الشيخ مغوش فقد نشأ بتونس وعظم شأنه فيها أواخر العهد الحفصي ، ثم خرج إلى المشرق قبل منتصف القرن العاشر ، واستقر بمصر ، وتوفى فيها ، وقد انتشرت سمعته العلمية ، في المشرق والمغرب ، وأخذ عنه المشارقة والمغاربة. ومن أشهر المصريين الذين أخذوا عنه شهاب الدين الخفاجي (٢).
فهؤلاء هم الذين زادوا بتلاواتهم وكتبهم وأسانيدهم ، في تقوية الصلة وكان انتظام القطرين المصري والتونسي ، في سلك الخلافة العثمانية في هذا القرن ، معينا على زيادة التواصل بين الأزهر والزيتونة ، كما كان ظهور المذهب الحنفي في تونس ، باستقرار النظام العثماني ، مهيئا لأسباب الاتصال بأعلام من فقهاء المذهب وأساتذته بالأزهر ، وممهدا لانتشار كتبهم في تونس ودخولها في مناهج الدراسة مثل كتب ابن نجيم التي كان بعضها متابعة لدروسه بالأزهر مثل شرحه على المنار. وكتب الشيخ حسن الشرنبلالي التي كانت كذلك ناشئة من دروسه في الأزهر.
وبذلك كان كثير من مدرسي الزيتونة في القرن الحادي عشر تلاميذ لأعلام الأزهر : الشيخ إبراهيم اللقاني ، والشيخ عبد الباقي الزرقاني ، وابنه الشيخ محمد ، والشيخ الشبراخيتي ، وشيخ الإسلام محمد الخرشي ، فالشيخ المفتي محمد بن مصطفى كان تلميذ الشيخ إبراهيم اللقاني (٣) والشيخ محمد بن شعبان قرأ على الشيخ إبراهيم اللقاني جوهرته في التوحيد
__________________
(١) ترجمته في فهرس الفهارس ص ٢٧٩ ط فاس وشجرة النور الزكية رقم ١٠٦١ والإسناد عنه في إجازة الشيخ عبد القادر الفاسي.
(٢) أخباره في كتاب المؤنس لابن أبي دينار ص ١٥٤ ط تونس الأولى ترجمته في نيل الابتهاج ص ٣٣٦ والشقائق النعمانية ص ٥٢ ج ٢ هامش وفيات الأعيان.
(٣) ذيل بدائر أهل الإيمان لحسين خوجه ص ٧٧ تونس.