السعد ، وتهذيب المنطق. فقد كتب الشيخ أبي سعيد والشيخ سعادة كل منهما ، حاشية علي الأشموني. أما حاشية الشيخ سعادة فكانت قبل حاشية الصبان ، ولكنا لا نعرفها إلا ذكرا. وأما الشيخ ابن سعيد ، وحاشيته مشهورة مطبوعة ، فقد كان تدريسه الأشموني بتونس ، وكتابته «حاشيته عليه في مدة تدريس الشيخ الصبان الأشموني بالأزهر ، ووضع حاشيته عليه ، فقد أتم الصبان حاشيته سنة ٩٣ وأتم ابن سعيد حاشيته سنة ٩٧ وكان الاتصال بين الحلقتين ، بتردد الطلبة محققا ، حتى أن الشيخ ابن سعيد كثيرا ما يجاذب الشيخ الصبان أبحاثه ، ويعرض طريقته ، وزيادة على اعتماد كل منهما على حاشية الشيخ يوسف.
وتوجد بتونس كتب من ممتلكات الشيخ الصبان عليها خطة يقرب أن يكون هو ـ رحمه الله ـ مكن منها بعض طلبته وفي مكتبتنا نسخة من كتاب النكت للسيوطي عليها تمليك الصبان سنة ١١٨٧ وبقيت صلات الود وثيقة بين الشيخ ابن سعيد والشيخ البناني ، والمراسلة بينهما متسقة وهما من قريتين متجاورتين (زينان ، وبو حجر). ففي ديوان الشيخ ابن سعيد الذي سماه «الفلك المشحون» (١) رسالة من الشيخ البناني إليه بمناسبة سفر والده الشيخ ابن سعيد للحج ومروره بمصر ، يجيبه فيها عن طلبه نسخة من حاشيته على المحلي بأنه سيكتبها بيده ويوجهها إليه فيما بعد ، إلى أغراض أخرى. كل ذلك في أسلوب بليغ من خطاب المودة والتعظيم. وكذلك كان جواب ابن سعيد الذي تضمن ، فيما تضمن من ثناء وتنويه استنجازا للوعد بإرسال حاشية المحلي.
وقد اشتهر اسم الشيخ ابن سعيد بمصر ، واعتنى بكتبه ، مع أنه لم يعمر طويلا ، حتى أن الشيخ حسن العطار ، في منتصف القرن الثاني عشر اعتمد على حاشيته على شرح الخبيصي على التهذيب وجاذبه كثيرا من
__________________
(١) مخطوط مكتبتنا الماسورية.