مباحثها ، في ما كتب هو أيضا على نفس الكتاب ، كما صرح بذلك في خطبة حاشيته وفي ختامها.
وقد طبعت الحاشيتان معا ، كتابا واحدا ، في بولاق سنة ١٢٩٦.
ولم يكن الراحلون إلى الأزهر من الزيتونيين في هذا القرن الثاني عشر محصورين في البناني وسعادة ، بل غيرهما كثيرون. منهم الشيخ محمد بن علي الغرياني (١) الطرابلسي الأصل الذي أخذ عن الشيخ محمد بن سالم الحفناوي ، والسيد البليدي ، والشيخ محمد العشماوي والشيخ أحمد العماري ، وبعد زيارة ـ الحرمين الشريفين ، والأخذ عن أعلام البلد الحرام أمثال الجمال الأخير الطبري ، وتاج الدين القلعي ، وابن عقيلة ، رجع إلى الزيتونة وانتصب للتدريس وكان أستاذ الأساتذة وبه اتصلت رواية الزيتونة بالأزهريين ، وعنه يروى بتلك الأسانيد الشيخ عمر المحجوب في إجازته شيخ الإسلام محمد بن الخوجه التي في ثبته (٢) ، ومنهم الشيخ محمد بن حسين الهدة ، صاحب الحاشية على شرح الورقات فقد أخذ عن الشيخ علي الصعيدي والسيد البليدي ، والشيخ الدمنهوري.
وانتصب للتدريس بجامع الزيتونة (٣) ، وكان يروي عن الشيخ الحفناوي وأجاز بسنده وعنه يروى به الشيخ عمر المحجوب كما في ثبت الشيخ ابن الخوجه أيضا. ومنهم الشيخ إبراهيم بن علي شعيب الذي روى عن الحفناوي أيضا ، وعنه روى الموطأ والصحيحان بذلك السند في جامع الزيتونة ، روى عنه الشيخ حمودة إدريس ، الذي حدث عنه الشيخ المحجوب ، كما في إجازة الشيخ إسماعيل التميمي (٤).
__________________
(١) ترجمته في فهرس الفهارس ص ٢٥٢ ج ٢.
(٢) مخطوط بمكتبتنا.
(٣) ترجمته في أخبار أبناء الزمان لابن أبي الضياف ج ٢ ص ١٥ ط تونس.
(٤) ترجمة في ذيل البشائر ص ٥٤.