الكتب ، وأخرجوها للناس : كجمال الدين بن منظور ، وجمال الدين بن هشام ، وشمس الدين النويري ، وابن فضل الله العمري ، وشمس الدين الذهبي ، والحافظ بن حجر العسقلاني ، وأبي العباس القلقشندي ، وتقي الدين المقريزي ، وبدر الدين العيني ، وسراج الدين البلقيني ، وبدر الدين الدماميني وشمس الدين السخاوي ، وكمال الدين الدميري ، وجلال الدين السيوطي ، وتقي الدين الدميري ، وجلال الدين السيوطي ، وتقي الدين القشيري المعروف بابن دقيق العيد.
لهذه المزايا انتهت إلى الأزهر في القرون الثلاثة السابع والثامن والتاسع زعامة الثقافة في جميع البلاد العربية والإسلامية ، فحفظ وجود اللغة ، ورفع سقوط الأدب ، وجمع شمل العلم ، ولولاه لا انقطع ما بين الأدبين القديم والحديث.
أما المحنة الأخرى التي امتحنت بها العربية وكان للأزهر الفضل في وقايتها وسلامتها فهي محنة الغزو التركي في أوائل القرن العاشر حين استولى السلطان سليم على مصر والشام سنة ٩٢٣ ه فأصبحت الخلافة عثمانية لا عباسية ، وعاصمة الإسلام القسطنطينية لا القاهرة ، واللغة الرسمية التركية لا العربية ، ومكث الغازي سليم في مصر بعد الغزو ثمانية أشهر سلبها فيها أنفس أعلاقها من الكتب والتحف والآثار لنوابغ الفنانين والمؤلفين الذين تخرجوا في الأزهر وأنتجوا في مصر مدى القرون الثلاثة التي سبقت الغزو العثماني ، وأخذ الغزاة يغلبون لغتهم على اللغة العربية في الدواوين ، ويطاردونها في المدارس ، حتى كانوا يعلمون قواعد اللغة العربية باللغة التركية في الشام والعراق! ففشا في اللغة العامي والدخيل ، وذهبت أساليبها من النظم والنثر ، وخيم الظلم والظلام على النفوس فخمدت القرائع ، وضعفت رغبة الحكام في العلم ، وانقطعت أسباب الطلب له ، واستطاع الترك أن يترّكوا كل شيء في مصر من سياسة وإدارة وتعليم وجيش إلا الأزهر ، فقد راعهم ما أحسوا من جلاله وما سمعوا عن مجده ، فوقفوا على