كتاب معاصر أو شاعر صاحب ، فلا ترضى عمّا يشيع فيه من تنويه وتقدير ... فإذا اضطر الكاتب إلى النقد ساقه في ثوب حريري ناعم ... وقد تخلو إليه فيحدثك عن بعض المآخذ التي رآها ولكنه تحامل على نفسه فأغفلها ؛ وتلك حال تذكرني بشاعر العربية الابتداعي خليل مطران ، فقد كانت له في الشعر رسالة ناهضة مجددة ، ولكن قيود المجتمع وقوانين المجاملة قد دفعته ـ في ضيق منه ـ إلى النظم السطحي في حفلات الأعراس ومواقف التأبين ، والخلق السمح يجد حرجا شديدا في مغاضبة الناس ، فتكون المأزمة الضائعة للإنتاج الأدبي وصاحبه المسكين.
لقد قرأت في كتاب «أيام الكويت» بحوثا أدبية عن شعراء مقلدين لم يتصلوا بالنهضة الفكرية الحديثة ؛ والأستاذ المؤلف ينظر إليهم بعين الرضا الكليلة عن العيب ؛ فكنت أقول في نفسي : أرضى الناقد عن فطمهم التقليدي فهتف بأصحابه مع الهاتفين ، أم أنه احتقر الموازين الجديدة للشعر الحديث؟! ...
ولم يطل التساؤل ، فقد قرأت للأستاذ بحثا استعراضيا عن كتاب «الشعر بعد شوقي» للدكتور محمد مندور ، فوجدت الكاتب يتفق معي في الاتجاه!! .. وينحى باللائحة على ذوي الهمود من الجامدين ، وإذ ذاك تصورت الحرب النفسية التي قاساها الشرباصي ليوائم بين الرأي الصريح والخلق السمح الحليم!! ...
على أن أحمد في مجاملته للزملاء لا يتهاون قيد شعرة مع كبار الأساتذة من الأدباء ، وقد تعرض لغضب صاحب مجلة أدبية لامعة ، حين نشر نقدا أدبيا لبعض آرائه بمجلة الثقافة سنة ١٩٤٠ م ، كما أغضب الأستاذ أحمد أمين حين انحاز مجاهرة إلى تأييد غريمه الدكتور زكي مبارك في هجومه على صاحب الجناية الأدبية! ...
ومع مناصرته لزكي مبارك فقد وقف الشرباصي الطالب الشاب موقف