فهو يبشر بأدب جديد تتجلى فيه خصائص الأدبين أكثر وضوحا عما هي عليه الآن.
ويقول عنه الدكتور أحمد زكي أبو شادي رائد مدرسة أبو للو :
الخفاجي ظاهرة فذة شائقة في الوراثة والإطلاع والاستقراء والإنتاج فهو سبط الأديب الكبير الشيخ نافع الخفاجي وهو من أسرة بني خفاجة التي تنتمي إلى أصول عربية «قديمة» ، ومنها الأمراء الخفاجيون في إقليم الكوفة والأمراء الخفاجيون بحلب ، ومنهم الأمير ابن سنان الخفاجي الحلبي ، ومن أشهر النابغين في مصر من الخفاجيين الشهاب الخفاجي المصري. وهذا الرجل يحمل أعلى شهادات الأزهر العلمية وهي «شهادة الأستاذية في الأدب والبلاغة» التي تعادل (الدكتوراه) من الجامعات السامقة كالسوربون مثلاه والذي أخرج حتى الآن نحو ستين كتابا في فنون الأدب. ومن العسير أن يختار المرء كتابا من كتبه للعرض في مجال الحديث عن الأدب العربي ، نظرا لكثرتها وتنوعها متناولة جميع فروع الأدب. والأستاذ خفاجي ليس لغويا ولا أديبا فحسب ، بل هو شاعر أيضا ، شأنه في ذلك شأن الدكتور طه حسين ، وذلك ـ إلى جانب ثقافته الواسعة التي تلتهم كل معرفة ميسورة ـ كان طابع كتابته شعريا جميلا مع الحرص على الدقة العلمية في الوقت ذاته. ولذلك نالت تصانيفه احتراما عاما في جميع الأوساط الأدبية ببلاد الغرب وفي دوائر الاستشراق (١).
ويقول عنه الأستاذ روكس العزيزي :
«الأستاذ الخفاجي واحد من هؤلاء الأفذاذ الذين وقفوا على ماضي الأدب العربي وقوف فهم وتعمق ودراسة ورافقوا جديده فكانوا من خيرة مجدديه ، لأن فكرته في التجديد فكرة نيرة حاذقة. لذا جاءت أحكامه
__________________
(١) من حديث اذيع في صوت أمريكا عام ١٩٥٣.