اغتسلنا وادّهنّا لبسنا ثيابا ثمّ دخلنا ، وكان قربنا قائم فيه ديراني فأشرف علينا ، فقال : إنّي أسمع لغة قوم ما هي بلغة أهل هذه البلاد ، فقلنا : نعم ، نحن قوم من مضر ، فقال : من أيّ المضريين؟ فقلت : من خندف ، فقال : أما إنه سيبعث فيكم وشيكا نبيّ فسارعوا إليه وخذوا بحظكم منه ، ترشدوا فإنه خاتم النبيين ، فقلنا : ما اسمه؟ قال : محمّد ، فلما انصرفنا من عند ابن جفنة وصرنا إلى أهلنا ولد لكلّ رجل منا غلام ، فسمّاه محمّدا.
قال ابن منيع : ولا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث.
وزاد غيره في نسب عدي سعدا.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن منده ، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الوراق ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سويّة المنقري ، حدّثني أبي الفضل ، عن أبيه عبد الملك ، عن جده أبي سويّة ، عن جد أبيه أبي خليفة قال :
سألت محمّد بن عدي بن ربيعة بن سعد بن سواءة بن جشم بن سعد : كيف سمّاك أبوك محمّدا في الجاهلية؟ فقال : قد سألت أبي كما سألتني عنه ، فقال : خرجت رابع أربعة من بني تميم نريد ملك غسان ، فلما شارفت الشام ، نزلت إلى غدير عليه شجرات ، فقلنا : لو اغتسلنا وادّهنا ولبسنا ثيابنا ثمّ دخلنا ، وكان قربنا قائم (١) فيه ديراني ، فأشرف علينا ، فقال : إنّي لأسمع لغة قوم ما هي بلغة أهل هذه البلاد ، فقلنا : نعم ، نحن قوم من مضر ، قال : من أي المضريين؟ قلنا : من خندف ، قال : إنه سيبعث وشيكا نبي ، فسارعوا إليه وخذوا بحظكم منه ترشدوا ، فإنه خاتم النبيين ، فقلنا : ما اسمه؟ قال : محمّد ، فلما انصرفنا من ابن (٢) جفنة ـ يعني ملك غسان ـ سرنا إلى أهلنا ، وولد لكلّ واحد منا غلام ، فسميناه محمّدا.
قال ابن منده : هذا حديث غريب لا يعرف إلّا من هذا الوجه.
أنبأ أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ (٣) أنبأ سليمان بن أحمد ، نا محمّد بن زكريا الغلّابي ، نا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سويّة المنقري.
__________________
(١) القائم : بنية كانت قرب سامرا من أبنية المتوكل (معجم البلدان).
(٢) بالأصل وم : أبي.
(٣) دلائل النبوة لأبي نعيم الحافظ ص ٩٣ رقم ٤٩.