ولهن بالبيت العتيق لبانة |
|
والبيت يعرفهن لو يتكلم |
لو كان حيّا قبلهن ظعائنا |
|
حيّا الحطيم وجوههن وزمزم |
وكأنهن وقد حسرن لواغبا |
|
بيض بأكناف الحطيم مركم |
فقال : لا والله ما أحسن ولا أجمل بل أهجر وأخطأ ، يصفهن هذه الصفة ، ولا يندم على رحيلهن ، ما هكذا قال كثيّر (١) :
تفرّق أهواء (٢) الحجيج على منى |
|
وفرقهم صرف (٣) النوى مشي أربع |
فريقان منهم سالك بطن نخلة |
|
وآخر منهم جازع ظهر (٤) تضرع |
فلم أر دارا مثلها (٥) دار غبطة |
|
وملقى إذا التفّ الحجيج بمجمع |
أقل مقيما راضيا بمكانه |
|
وأكثر جارا ظاعنا لم يودع |
وهل يغتبط عاقل بمكان ولا يرضى به ، ولكن قال : مكره أخاك لا بطل ، والعرجي (٦) أوفى بالعهد وأولى بالصواب حيث يقول (٧) :
عرجي عليّ فسلمي جبر |
|
فيم الصدود وأنتم سفر |
ما نلتقي إلا ثلاث منى |
|
حتى يفرق بيننا النفر |
والشهر ثمّ الحول يتبعه |
|
ما الدهر إلّا الحول والشهر |
أنبأ (٨) أبو الحسن علي بن محمّد بن العلّاف.
وأخبرنا (٩) أبو المعمّر الأنصاري عنه.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلّاف ، قالا : أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، قال : وقال عروة بن أذينة.
__________________
(١) الأبيات من قصيدة في ديوانه ط بيروت ص ١١٩ ـ ١٢٠.
(٢) الديوان : ألّاف.
(٣) الديوان : شحط النوى.
(٤) الأصل وم : بطن تضرع ، والمثبت عن الديوان ، وتضرع ، جبل لكنانة قرب مكة.
(٥) أي منى ، فالضمير يعود إليها.
(٦) هو عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان ، انظر أخباره في الأغاني ١ / ٣٨٣.
(٧) الأبيات في ابن عساكر ١ / ٤٠٨ قالهما في جبرة المخزومية زوجة محمّد بن هشام ، والأول والثاني في الأغاني ١٨ / ٣٣٣.
(٨) في م : أنبأنا.
(٩) في م : وأخبرني.