فأتاه إنسان وكان فيه بعض الملحة ، فلما حضرت الظهر قال لعروة : إنّي أحب أن أرقى فوق قصرك هذا حتى أنظر إليه ، قال : فافعل ، فرقى إليه ، فلما صلّى عروة الظهر نزل ، ثم قال لعروة : أما إنّي لم تكن لي حاجة فوق ظهر قصرك ، ولكن ذكرت طول صلاتك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرفي ، أنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي ، نا عبيد الله بن عمر ، نا حمّاد بن زيد ، عن هشام بن عروة ، أن عروة كان يسرد الصوم (١).
قال : وأنا جعفر ، نا أحمد بن إبراهيم ، نا أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : مات وهو صائم (٢) ، فجعلوا يقولون له : أفطر ، فلم يفطر.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، قال : وقرئ على أبي أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل الخلّال ، أنبأ الحارث بن أبي أسامة ، قالا : نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا مسلم بن إبراهيم ، نا علي بن المبارك الهنائي ، نا هشام بن عروة أن أباه كان يصوم الدهر كله إلّا يوم الفطر ويوم النحر ، ومات وهو صائم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأيوب بن الحسين بن علي بن أحمد المقرئ ، قالا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنا محمّد بن عمر بن علي بن خلف ، نا ابن أبي داود ، نا عيسى ، أنبأ الليث.
ح وأخبرنا أبو محمّد السيدي ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنبأ زاهر بن أحمد ، أنبأ إبراهيم بن عبد الصمد ، نا أبو مصعب ، نا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه.
أنه كان لا يؤتى أبدا بطعام ولا شراب حتى الدواء فيطعمه أو يشربه حتى يقول : الحمد لله الذي هدانا وأطعمنا وسقانا ونعمنا ، الله أكبر ، اللهم ألفتنا نعمتك بكل شيء ، فأصبحنا وأمسينا منها بكل خير ، نسألك تمامها وشكرها ، لا خير إلّا خيرك ، ولا إله غيرك ، إله الصالحين ورب العالمين ـ زاد السيدي : الحمد لله ، وقالا : ـ لا إله إلّا الله ، ما شاء الله ، لا قوة إلّا بالله ، اللهمّ بارك لنا فيما رزقتنا ، وقنا عذاب النار.
__________________
(١) تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠ ص ٤٢٨).
(٢) سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٣١ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠ ص ٤٢٨).
(٣) طبقات ابن سعد ٥ / ١٨٠ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٤٣٦.