المنكدر حتى قدم ، فقال : كيف كنت؟ فقال : (لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً)(١)
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف ، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي.
وأخبرنا أبو المعمّر المبارك بن أحمد الأنصاري ، أنا المبارك بن عبد الجبار ، أنا علي بن عمر بن الحسن ، وإبراهيم بن عمر ، قالا : أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبيد الله بن عبد الرحمن ، نا عبد الله (٢) بن مسلم بن قتيبة قال في حديث عروة بن الزبير :
إن الحجاج رآه قاعدا مع عبد الملك بن مروان ، فقال له : أتقعد ابن العمشاء معك على سريرك؟ لا أم له ، فقال عروة : أنا لا أم لي؟ وأنا ابن عجائز الجنة؟ ولكن إن شئت أخبرتك من لا أم له يا بن المتمنية ، فقال عبد الملك : أقسمت عليك أن تفعل ، فكفّ عروة.
قوله : يا بن المتمنية ، أراد أمه ، وهي الفريعة بنت همام أم الحجاج بن يوسف ، وكانت تحت المغيرة بن شعبة ، وهي القائلة :
ألا سبيل إلى خمر فأشربها |
|
أم لا سبيل إلى نصر بن حجاج |
وكان نصر بن الحجاج من بني سليم ، وكان جميلا رائعا ، فمرّ عمر بن الخطّاب ذات ليلة وهذه المرأة تقول :
ألا سبيل إلى خمر فأشربها ....
فدعا بنصر بن حجاج فسير إلى البصرة ، فأتى مجاشع بن مسعود السلمي ، وعنده امرأته شميلة ، وكان مجاشع أميّا ، فكتب نصر على الأرض : أحبك حبّا لو كان فوقك لأظلك ، ولو كان تحتك لأقلّك ، فكتبت المرأة : وأنا والله. فلبث مجاشع آنا ثمّ أدخل كاتبا فقرأه ، فأخرج نصرا ، وطلقها.
وكان عمر بن الخطاب سمع قائلا بالمدينة يقول :
أعوذ برب الناس من شر معقل |
|
إذا معقل راح البقيع مرجّلا |
يعني معقل بن شيبان الأشجعي ، وكان قدم المدينة ، فقال له عمر : الحق بباديتك.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو بكر السمسار.
ح [و](٣) أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر ، أنبأ محمّد بن جعفر.
__________________
(١) سورة الكهف ، الآية : ٦٣.
(٢) في م : نا أبو محمّد عبد الله ....
(٣) الزيادة عن م.