أفضل ما أعطي العباد في الدنيا العقل ، وأفضل ما أعطوا في الآخرة رضوان الله.
قال : ونا أبو بكر بن أبي الدنيا نا عبد الرحمن بن صالح نا رجل من بني عباد عن هشام بن عروة عن أبيه قال :
ليس الرجل الذي إذا وقع في الأمر تخلص منه ، ولكن الرجل يتوقى الأمور حتى لا يقع فيها].
أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن (١) أحمد بن صابر ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن (٢) بن عبد السلام بن أبي الحزّور ، أنبأ أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين ، أنبأ أبو سليمان بن زبر ، نا الحسين بن غطفان ، نا أبو حفص عمر بن محمّد ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا هارون بن مسلم ، نا جعفر بن سعيد ، عن عبد الله بن أبي عبيدة قال : قال عروة بن الزّبير حين كف بصره :
إن تمش عيناي في صر ... (٣) بهما |
|
ريب الزمان وأمر كان قد قدرا |
فما بذلك من عار على أحد |
|
إذا اتقى الله واستوصى بما أمرا |
كم من بصير يراه الناس ذا بصر |
|
خاف عن الدين أعمى فيه قد نيرا |
وقد أعرتهما حتى دنا أجلي |
|
واستبدل العيش بعد الصفوة الكدراء |
وأنكر الناس دنياهم ودينهم |
|
فكلما أنكروا من منكر ظهرا |
لم يبق لي الدهر إخوانا ... (٤) أعرفهم |
|
إلّا قليلا وقد أبقى لي القدرا |
ومن لا يكف عن المولى عقاربه |
|
ولا يعين على المعروف إن حضرا |
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن عبد الله المقرئ ، قالا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنبأ محمّد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور الوراق ، نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا عيسى بن حجّاج ، أنا الليث ، عن هشام بن عروة أنه قال : يعني عروة :
ما أحبّ أن أدفن في البقيع لأن أدفن في غيرها أحبّ إليّ من أن أدفن فيه ، إما أحد الرجلين : وإما ظالم فما أحبّ أن أكون في قبره ، وإما صالح فما أحبّ أن تنبش (٥) لي عظامه.
__________________
(١) في م : أنا ، تصحيف ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٠٥ / ب.
(٢) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م قارن مع المشيخة ١٠٥ / ب.
(٣) كلمة غير واضحة بالأصل وم.
(٤) كلمة غير واضحة بالأصل وم.
(٥) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م.