أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنبأ مسلم بن إبراهيم ، نا سلام بن مسكين ، نا أبو النّضر المازني ، عن الشعبي أن عروة بن المغيرة بن شعبة كان أميرا على الكوفة ، وكان خير أهل ذلك البيت.
قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن [أبي عمر بن حيويه ، أنا محمّد بن](٢) القاسم بن جعفر ، نا ابن أبي خيثمة ، نا مسلم بن إبراهيم ، ثنا سلام بن مسكين ، ثنا أبو النّضر المازني ، عن الشعبي قال : إني لشاهد لعروة بن المغيرة بن شعبة ، وكان أميرا على الكوفة ، وكان من خير ـ أراه قال : أهل ذلك البيت ـ.
أخبرنا أبو غالب بن البناء ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن النّرسي ، أنبأ علي بن عمر بن محمّد الحربي ، أنبأ أبو العباس حامد بن محمّد بن شعيب البلخي ، نا سريج بن يونس ، نا هشيم ، أنبأ داود (٣) ، عن الشعبي.
أن رجلا اشترى من رجل خادمه بخمسمائة درهم ، فنقده منها ثلاثمائة درهم ، فسأله أن يدفعها إليه ، فأبى ، فانطلق فتحمل له الثمن ، ثم أتاه بها فدفعها إليه وقال : ادخل فاقبض سلعتك ، فوجدها قد ماتت فخاصمه إلى عروة بن المغيرة قال : فقال عروة : أما الثلاثمائة فهي لك ، وأما المائتين فإنّك ارتهنت السلعة رهنا ، والرهن بما فيه ، فأعجب ذلك الشعبي.
وبلغني أن عبد الملك بن مروان قال للهيثم بن الأسود النّخعي (٤) : يا هيثم من سيد ثقيف بالكوفة؟ قال : عروة بن المغيرة بن شعبة لا ينازع ذلك ، فقال الحجّاج : ليس هناك ولا كرامة ، نحن أعلم بقومنا منك ، فقال الهيثم للحجاج : إنّي أكبر منك سنا وأعلم بالناس منك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ أنبأ أبو الحسين بن النّقّور ، نا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون بن محمّد الضّبّي ـ إملاء ـ قال : وفي كتابه ـ يعني إياه ـ عن أبي علي بن السجستاني ، قال : قال عروة بن المغيرة.
شرّ العداوة ما ستر بالمداراة ، وأشفاها للأنفس ما فزع لمثلها بادئا وكان ينشده :
لا أتقي حسد الضّغائن بالرّقى |
|
فعل الذليل ولو بقيت وحيدا |
لكن أعدّ لها ضغائن مثلها |
|
حتى أوازي بالحقود حقودا |
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٦ / ٢٦٩.
(٢) الزيادة عن م.
(٣) الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال ١٣ / ٢٥ من طريق داود بن أبي هند.
(٤) الخبر في تهذيب الكمال ١٣ / ٢٥.