كنا نغازي (١) عطاء الخراساني وكان يحيي الليل صلاة ، فإذا مضى من الليل نصفه أو ثلثه أقبل علينا ونحن في فساطيطنا فنادى يا يزيد ، ويا عبد الرّحمن بن يزيد ، ويا هشام بن الغاز قوموا فتوضّئوا وصلّوا صلاة هذا الليل ، وصيام هذا النهار أهون من مقطعات الحديد ومن شراب الصديد ، الوحا (٢) الوحا ثمّ النجا النجا ، ويقبل على صلاته.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنبأ الفضيل (٣) بن يحيى ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، نا محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي ، نا محمّد بن فضيل ، نا عمر بن سعيد أبو حفص (٤) ببغداد في مسجد الجامع سنة سبع ومائتين ، نا الوليد بن مسلم ، عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر ، قال : كنا نغازي عطاء الخراساني أنا ويزيد بن يزيد ، وهشام بن الغاز في نفر وكان بعضنا ينزل قريبا من بعض قال : فكان عطاء يحيي الليل ، فإذا مضى منه ما شاء الله أخرج رأسه من البناء الذي يكون فيه ، فينادي : يا عبد الرّحمن ، يا يزيد بن يزيد ، يا هشام بن الغاز ، يا فلان ، يا فلان ، قيام هذا الليل وصيام هذا النهار أيسر من شرب الصديد ، ولبس الحديد ، وأكل الزّقّوم (٥) ، النجا النجا ، الوحا الوحا ، قال : ثم يعود إلى ما كان فيه.
أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طاهر بن غيلان ، أنا أبو إسحاق المزكي ، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن زهير (٦) الطوسي ، ثنا يوسف بن عيسى ، نا الوليد بن مسلم ، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، قال :
كنا نغازي مع عطاء الخراساني ، فكان يحيي الليل بصلاته ، وكان إذا قام ثلثه أو نصفه نادانا وهو في فسطاطه.
يا إسماعيل يا عبد الرّحمن بن يزيد ، ويا يزيد بن يزيد ، يا فلان يا فلان ، قوموا فتوضّئوا وصلوا صلاة هذا الليل ، وصيام هذا النهار أيسر من شراب الصديد ، ومقطعات الحديد ، الوحا الوحا.
وأخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأ أبو يعلى بن الفرّاء ، أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ ، ثنا إسماعيل بن العباس الوراق ، ثنا محمّد بن حسان الأزرق ، نا
__________________
(١) الأصل : «أنا معاذ بن عطاء» والتصويب عن م والمصادر.
(٢) في المعرفة والتاريخ : «الرجا الرجا» وفي المصادر وم : كالأصل.
(٣) في م : الفضل.
(٤) بالأصل : أبو جعفر ، والمثبت عن م.
(٥) الزّقّوم : شجرة بجهنم ... وطعام أهل النار (القاموس المحيط).
(٦) مضطربة بالأصل ورسمها : «راهم للطوسي» وفي م : «اهير» ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٩٣.