ابن زيد ، عن أبيه قال :
كنا نجالس عطاء بن يسار فقال أبي وأبو حازم : ما رأينا رجلا قط كان أزين لمسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم من عطاء بن يسار ، وكان أبي يقول : لو قيل لي من أحبّ الناس أن يحيا لك ممن أدركت؟ قال : وقد كان أدرك عبد الله بن عمر وغيره ـ قلت : عطاء بن يسار ، قال : وكان أبي يقول : لم أر إنسانا قط أحسن [رؤيا](١) منه ، قال : قال لي : يا أبا أسامة قيل لي إنّا جابذوك (٢) بثلاث جبذات (٣) ، فجاعلوك في الغرفة العليا ، قال فأخذته الخاصرة (٤) بالاسكندرية ، ثم أخذته مرة أخرى ، ثم أخذته الثالثة ، فكان فيها موته.
قال : ونا يعقوب (٥) ، نا زيد هو ابن بشر ، نا ابن وهب ، حدّثني ابن زيد قال : كان أبو حازم يقول : ما رأيت رجلا قط كان ألزم لمسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم من عطاء بن يسار.
قال : وسمعت مسلم بن أبي مريم يقول مثل ذلك أيضا.
قال ابن زيد : قال أبي : إن كان عطاء بن يسار ليحدثنا أنا وأبو حازم حتى مليناه ، يحدثنا حتى يضحكنا ثمّ يقول : مرة هكذا ، ومرة هكذا.
وكان أبي يقول : ما رأيت رجلا قط كان أحسن رؤيا من عطاء بن يسار ، وكان عطاء بن يسار ، ومحمّد بن كعب لا يلون النفقات على [شيء] كل شيء يريدونه يطرحونه على أيدي نسائهم ، ويقولان : اتق الله وأصلح معاشك ، وأهل بيتك.
قال : ونا يعقوب (٦) ، نا زيد ، أخبرني (٧) ابن وهب حدّثني ابن زيد ، عن أبيه قال : ما رأيت عطاء بن يسار في مجلس قط ولي حاجة من حوائج الدنيا إلّا آثرت مجالسته على حاجتي.
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد ، أنبأ إبراهيم بن عمر البرمكي.
ح وأخبرنا أبو المعمّر المبارك بن أحمد ، أنا المبارك بن عبد الجبار (٨) ، أنا أبو
__________________
(١) الزيادة عن المعرفة والتاريخ.
(٢) بالأصل : «اياما؟؟؟؟ بدوك» وفي م : «حابدول» والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(٣) الأصل : «حيدات» وبدون إعجام في م ، والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(٤) الخاصرة : الشاكلة ، من الخصر بالتحريك ، وهو البرد يجده الإنسان في أطرافه (راجع تاج العروس بتحقيقنا : خصر).
(٥) المعرفة والتاريخ ١ / ٥٦٥.
(٦) المعرفة والتاريخ ١ / ٥٦٥.
(٧) الأصل : «اختر؟؟؟» والمثبت عن م ، وفي المعرفة والتاريخ : قال : أخبرني.
(٨) في م : ح وأخبرنا أبو المعمر المبارك بن عبد الجبار.