شهاب بن عثمان أبو معاذ الليثي ، نا مسعدة بن اليسع بن قيس أبو بشر الباهلي ، أنا هشام ـ يعني : بن حسّان ـ عن ابن سيرين.
أن عدي (١) بن أرطاة وهو أمير البصرة رأى في المنام كأنه يحتلب بختية (٢) ، فاحتلب لبنا ثمّ احتلب دما ، فكتب رؤياه في صحيفة ، وبعث بها مع رجل إلى ابن سيرين ، وقال : لا تعلمه أني رأيت هذه الرؤيا ، فجاء الرجل ، فجلس ثمّ تحدّث مع ابن سيرين ثمّ قال : رأيت في المنام كأني أحتلب بختية لبنا ثمّ احتلبتها دما ، فقال ابن سيرين : هذه الرؤيا لم ترها أنت ، رآها عدي بن أرطاة ، فانطلق الرجل إلى عدي فأخبره بذلك ، فأرسل عدي إلى ابن سيرين ، فأتاه ، فقص عليه الرؤيا فقال ابن سيرين : أما البختية فهؤلاء قوم من العجم ، والحلب جباية واللبن حلال ، جبيتهم حلالا ثمّ تعدّيت فجبيتهم حراما الدم ، تجاوزت ما أحلّ الله لك إلى ما حرّم عليك ، فاتّق الله وأمسك.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو نصر بن قتادة ، أنا أبو منصور .... (٣) ، نا أحمد بن نجدة ، نا سعيد بن منصور ، نا خلف بن خليفة ، نا أبو هاشم.
أن عدي بن أرطاة كتب إلى عمر بن عبد العزيز وكان رأيه رأيا شافيا : لقد أصاب الناس من الخير ـ يعني ـ حتى كادوا يبطرون.
فكتب إليه عمر : إن الله أدخل أهل الجنة الجنّة ، وأهل النّار النّار ، فرضي من أهل الجنة أن قالوا : الحمد لله ، فمر من قبلك : بحمد الله.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا عبد الوهاب بن محمّد ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللّنباني (٤) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا الفضل بن زياد الدقاق ، نا خلف بن خليفة ، عن أبي هاشم.
أن عدي بن أرطاة كتب إلى عمر بن عبد العزيز : إن الناس قد أصابوا من الخير خيرا حتى كادوا أن يتطيروا (٥).
فكتب إليه عمر : إن الله حيث أدخل أهل الجنّة الجنّة ، وأهل النار النار رضي من أهل
__________________
(١) الأصل : عبدة.
(٢) البختية : من الإبل الخراسانية ، طوال الأعناق (اللسان : بخت).
(٣) بدون إعجام بالأصل ورسمها : «البصرون».
(٤) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل : «اللفتياني» تصحيف ، والسند معروف وانظر تبصير المنتبه.
(٥) كذا رسمها بالأصل ، وفي المختصر : يبطروا.