أخبرنا (١) أبو القاسم أحمد بن عمران (٢) ، نا محمّد بن فضيل ، حدّثني أبي قال : أتيت أبا إسحاق السّبيعي بعد ما كفّ بصره ، قال : قلت : تعرفني؟ قال : فضيل؟ قلت : نعم ، قال : إنّي والله أحبك ، لو لا الحياء منك لقبلتك ، فضمه (٣) إلى صدره ، ثم قال : حدّثني أبو الأحوص عن عبد الله (لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ)(٤) قال : نزلت في المتحابين.
أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو بكر بن النجار ، قال : قرئ على أبي عمرو الرّزّاز ، أنا أبو محمّد الدوري ، نا محمود بن غيلان ، نا يحيى ـ يعني ابن آدم ـ قال : قال أبو بكر (٥) : ما سمعت أبا إسحاق يعيب أحدا قط إذا ذكر الرجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم فكأنه أفضلهم عنده.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٦) ، حدّثني أحمد بن الخليل ، حدّثني مسعود بن خلف ، نا حجاج بن محمّد ، حدّثني فضيل بن مرزوق (٧) قال : سمعت أبا إسحاق يقول للشعبي : يا شعبي وددت أنّي أنجو من عملي (٨) كفافا.
قال : وأنا يعقوب ، نا أبو بكر بن عبد الملك ، أنا عبد الرزّاق ، عن معمر قال : كنا نخرج من عند حمّاد فندخل على أبي إسحاق فيقول : من أين جئتم؟ فنقول : من عند حمّاد ، فيقول : صاحب المرجئة؟ فنقول : نعم ، قال : وكنا إذا دخلنا على حمّاد يقول : من أين جئتم؟ قلنا : من عند أبي إسحاق فقال : الزموا الشيخ فإنه يوشك أن يطغى قال : فمات حمّاد قبله.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو عثمان البحيري ، وأبو سعد (٩) الجنزرودي فرّقهما قالا : أنا أبو عمرو (١٠) بن حمدان ، نا عبد الله بن محمّد بن يونس ، نا عبد الجبار
__________________
(١) كذا ورد السند التالي ، وثمة سقط فيه.
(٢) الخبر من طريقه في سير أعلام النبلاء ٥ / ٣٩٦.
(٣) سير أعلام النبلاء : فضمني إلى صدره.
(٤) سورة الأنفال ، الآية : ٦٣.
(٥) سير أعلام النبلاء ٥ / ٣٩٩.
(٦) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ٧٢٧ ومن طريق فضيل بن مرزوق في سير أعلام النبلاء ٥ / ٣٩٩.
(٧) الأصل : مروان ، والتصويب عن المعرفة والتاريخ والسير.
(٨) كذا بالأصل والمعرفة والتاريخ ، وفي سير الأعلام : من علمي كفافا.
(٩) الأصل : أبو سعيد ، تصحيف ، والسند معروف.
(١٠) الأصل : عمر ، تصحيف ، والسند معروف.