سعيد بن العاص على قرى عربية : خيبر ، ووادي القرى ، وتيماء ، وتبوك ، وقبض النبي صلىاللهعليهوسلم وعمرو عليها.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق ، نا سلم بن جنادة ، نا إبراهيم بن يوسف بن معمر بن حمزة بن عمر بن سعد بن أبي وقّاص ، حدّثني خالد ـ يعني ابن سعيد بن عمرو بن سعيد ـ حدّثني أبي.
أن أعماما له خالدا ، وأبان ، وعمرا بني سعيد رجعوا عن أعمالهم حين بلغتهم وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم [فقال أبو بكر : ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ارجعوا](١) إلى أعمالكم ، فقال بنو أحيحة : لا نعمل بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم لغيره ، فخرجوا إلى الشام ، فقتلوا جميعا ، وكان خالد على اليمن ، وأبان على البحرين ، وعمرو على تيماء وخيبر.
أخبرنا (٢) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأ أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد ، أنا علي بن أحمد بن عمر ، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، أنا الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر.
قال : ونا محمّد بن إسحاق ، وابن سمعان عن بعض مشيخته أن عبد الله بن قرط الثماليّ (٣) ـ وكان من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكان قد نزل حمص وأقام بها ، وحدّثنا عنه طلحة بن عمرو المكي أيضا ، أن عبد الله بن قرط ـ قال :
مررت يومئذ (٤) بعمرو بن سعيد ومعه رجال من المسلمين سبعة أو ثمانية ، وهم بارزو أيديهم نحو العدو ، ويقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ)(٥) حتى فرغ من الآية ، ولكن الجنة نعم المصير ، ولمن؟ هي ـ والله ـ لمن يشري نفسه لله ، وقاتل في سبيل الله.
ونادى يا أهل الإسلام : أنا عمرو بن سعيد بن العاص ، لا تفرّوا فإنّ الله يراكم ، ومن رآه الله فارّا عن نصر دينه مقته ، فاستحيوا من ربكم أن يراكم تطيعون أبغض خلقه إليه الشيطان الرجيم ، وتعصونه وهو أرحم الراحمين.
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م ، و «ز».
(٢) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٣) الأصل و «ز» : اليماني ، والمثبت عن م ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٠ / ٤٢٤.
(٤) يعني يوم أجنادين.
(٥) سورة الأنفال ، الآية : ١٥.