فحدّث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال له أبو أمامة : يا عمرو انظر ما ذا تقول! في مقام واحد يعطى هذا الرجل؟ فقال عمرو : يا أبا أمامة لقد كبر سنّي ، ورقّ عظمي ، وأقرب أجلي ، وما لي من حاجة أن أكذب على الله وعلى رسوله صلىاللهعليهوسلم ، إلّا مرة أو ثنتين أو ثلاثا حتى عدّ سبع مرّات ما حدّثت به أبدا ، ولكن قد سمعته أكثر من ذلك.
هذا لفظ مكي بن عبدان عن أحمد بن يوسف.
قال أبو حامد الشرفي في حديثه : إذا صلّيت الصّبح فأقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس ، فإذا طلعت فلا تصلّ حتى ترتفع فإنّها تطلع بين قرني الشيطان.
وقد رواه غير شدّاد عن أبي أمامة.
أنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد ، وحدّثني أبو (١) مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا بكر بن سهل ، نا عبد الله بن صالح ، حدّثني معاوية بن صالح ، عن أبي يحيى سليم بن عامر الخبائري ، وضمرة بن حبيب ، وأبي طلحة نعيم بن زياد كلّ هؤلاء سمعه من أبي أمامة الباهلي ، صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال :
سمعت عمرو بن عبسة السّلمي قال : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو نازل بعكاظ ، فقلت : يا رسول الله من (٢) معك في هذا الأمر؟ قال : «معي رجلان : أبو بكر وبلال» ، فأسلمت عند ذلك ، فلقد رأيتني ربع الإسلام ، قلت : يا رسول الله أمكث معك أم ألحق بقومي؟ قال : «بل الحق بقومك فيوشك الله أن يفيء بهم إلى الإسلام».
ثم أتيته قبيل فتح مكة ، فسلّمت عليه ، فقلت : يا رسول الله (٣) أنا عمرو بن عبسة أحبّ أن أسألك عمّا تعلم وأجهل ، وعما ينفعني ولا يضرّك ، فقال : «يا عمرو بن عبسة إنّك تريد أن تسألني عن شيء ما سألني عنه أحد ممن ترى ، ولن تسألني عن شيء إن شاء الله إلّا أنبأتك به» ، فقلت : يا رسول الله هل ساعة أفضل من ساعة وأقرب من أخرى ، وساعة يبقى ذكرها ، قال : «نعم ، إنّ أقرب ما يكون العبد إلى الله جوف الليل الآخر ، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله فافعل ، فإنّ الصلاة مشهودة محضورة إلى طلوع الشمس ، فإنّها تطلع بين قرني
__________________
(١) الأصل وم : ابن مسعود.
(٢) ما بين الرقمين سقط من م.
(٣) ما بين الرقمين سقط من م.