شيطان ، وهي ساعة صلاة الكفّار ، فدع الصلاة حتى ترتفع الشمس قيد رمح ، ويذهب شعاعها ، ثم الصلاة مشهودة محضورة حتى تعتدل الشمس اعتدال الرمح لنصف النهار ، فإنّها ساعة تفتح فيها أبواب جهنم وتسجر ، فدع الصلاة حتى يفيء الفيء ، ثم الصلاة محضورة مشهودة حتى تغيب الشمس ، فإنّها تغرب بين قرني الشيطان وهي ساعة صلاة الكفّار».
فقلت : يا رسول الله هذا في هذا ، فكيف الوضوء؟ فقال : «أما الوضوء فإنّك إذا توضّأت وغسّلت كفيك نقّيتهما خرجت خطاياك من بين أظفارك وبين أناملك ، فإذا تمضمضت واستنشقت من منخريك ، وغسّلت وجهك ويديك إلى المرفقين ومسحت رأسك وغسّلت رجليك إلى الكعبين ، خرجت من عامة خطاياك ؛ فإن أنت وضعت وجهك لله خرجت من خطاياك كيوم ولدتك أمّك».
فقلت (١) : يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول! كلّ هذا يعطى في مجلس؟ فقال : والله لقد كبرت سنّي ، ودنا أجلي ، وما بي من فقر أن أكذب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لقد سمعته أذناي ووعاه قلبي.
قال : ونا سليمان ، نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي ، نا جدي إبراهيم بن العلاء ، نا إسماعيل بن عياش ، نا يحيى بن أبي عمرو السّيباني (٢) ، عن أبي سلام الدمشقي ، وعمرو بن عبد الله الشيباني أنهما سمعا أبا أمامة الباهلي يحدّث عن عمرو بن عبسة السلمي (٣) قال :
رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية ، ورأيت أنها آلهة باطل ، يعبدون الحجارة ، والحجارة لا تضرّ ولا تنفع ، قال : فلقيت رجلا من أهل الكتاب ، فسألته عن أفضل الدين فقال : يخرج رجل من مكة ورغب عن آلهة قومه ، ويدعو إلى غيرها ، وهو يأتي بأفضل الدين ، فإذا سمعت به فاتّبعه ، فلم يكن لي همّة (٤) إلّا مكة ، فأسأل : هل حدث أمر؟ فيقولون : لا ، فأنصرف إلى أهلي ، وأهلي من الطريق غير بعيد ، فأعترض الركبان خارجين من مكة فأسألهم هل حدث فيها خبرا وأمر فيقولون : لا ، فإني لقائم عن الطريق إذ مرّ بي راكب ، فقلت : من أين جئت؟ فقال : من مكة ، فقلت : هل حدث فيها خبر؟ قال : نعم ،
__________________
(١) القائل : أبو أمامة الباهلي.
(٢) الأصل وم : السيفاني ، تصحيف.
(٣) من هذا الطريق ، الحديث في دلائل النبوة لأبي نعيم ح ١٩٨ ص ٢٥٧ مختصرا.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي دلائل أبي نعيم : همّ.