إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي ، أنا عبد الله بن إبراهيم بن جعفر الزينبي ، نا جعفر بن محمّد الفريابي ، نا إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي ، نا إسماعيل بن عياش عن يحيى ، فذكر نحوه ، وسقط منه : ذكر غسل الرجلين.
وقد روي عن عمرو بن عبسة من وجه آخر وهو من ما.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي إسحاق البرمكي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني الحجّاج بن صفوان ، عن ابن أبي حسين ، عن شهر بن حوشب ، عن عمرو بن عبسة السّلمي قال :
رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية ، وذلك أنها باطل ، فلقيت رجلا من أهل الكتاب من أهل تيماء ، فقلت : إنّي امرؤ ممن يعبد الحجارة فينزل الحيّ منهم ليس معهم إله ، فخرج الرجل منهم فيأتي بأربعة أحجار فينصب ثلاثة لقدره ، ويجعل أحسنها إلها يعبده ، ثم لعله يجد ما هو أحسن منه قبل أن يرتحل فيتركه ، ويأخذ غيره إذا نزل منزلا سواه ، فرأيت أنه إله باطل لا ينفع ولا يضر ، فدلّني على خير من هذا ، فقال : يخرج من مكة رجل يرغب عن آلهة قومه ، ويدعو إلى غيرها ، فإذا رأيت ذلك فاتّبعه فإنّه يأتي بأفضل الدين ، فلم يكن لي همّة منذ قال لي ذلك إلّا مكة ، فآتي فأسأل : هل حدث فيها حدث؟ فيقال لا ، ثم قدمت مرة فسألت فقالوا : حدث فيها رجل يرغب عن آلهة قومه ويدعو إلى غيرها ، فرجعت إلى أهلي ، فشددت راحلتي برحلها ثمّ قدمت منزلي الذي كنت أنزله بمكة ، فسألت عنه فوجدته مستخفيا ، ووجدت قريشا عليه أشدّاء ، فتلطّفت له حتى دخلت عليه ، فسألته ، فقلت : أي شيء أنت؟ قال : «نبيّ» قلت : ومن أرسلك؟ قال : «الله» ، قلت : وبما أرسلك؟ قال : «عبادة الله وحده لا شريك له ، وبحقن الدماء ، وبكسر الأوثان ، وصلة الرحم ، وأمان السبيل» (٢) ، فقال : نعم ما أرسلت به ، قد آمنت بك وصدّقتك ، أتأمرني أمكث معك أو انصرف؟ فقال : «ألا ترى كراهية الناس ما جئت به؟ فلا تستطيع أن تمكث ، كن في أهلك ، فإذا سمعت بي قد خرجت [مخرجا فاتبعني.
فمكثت في أهلي حتى إذا خرج](٣) إلى المدينة سرت إليه ، فقدمت المدينة فقلت : يا نبي الله أتعرفني؟ قال : «نعم ، أنت السلمي الذي أتيتني بمكة فسألتني عن كذا وكذا ، فقلت
__________________
(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٤ / ٢١٧ ـ ٢١٨.
(٢) بالأصل وم : «السبل» والمثبت عن ابن سعد.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن م ، وابن سعد.