خلوا صفرا ، يقطعن من بين غضى وسفرا ، ونحن اليوم نقول كما علّمنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لبّيك اللهم لبّيك ، لبيك لا شريك لك لبّيك ، إنّ الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك» ، قال : وكنا نمنع الناس أن يقفوا بعرفة ، وذلك في الجاهلية ، وأمرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن نخلي بينهم وبين عرفة ، وكان موقفهم ببطن محسّر عشية عرفة فرقا من أن يتخطفنا الجنّ ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أجيزوا بطن عرنة فإنّما هم إذا أسلموا إخوانكم» [١٠٠٩١].
واللفظ لابن هانئ ، كذا فيه ، والصواب : ابن زبّار (١).
أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن محمّد ، قالا : نا وأبو منصور المقرئ ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن عبد الله بن شهريار ، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، نا أحمد بن محمّد بن عبّاد الجوهري البغدادي ، نا محمّد بن زياد بن زبّار الكلبي ، نا شرقي بن القطامي قال : سمعت أبا طلق العائذي يحدث عن شراحيل بن القعقاع عن عمرو بن معدي كرب قال :
لقد رأيتنا من قرب ونحن إذا حججنا قلنا : لبيك تعظيما إليك عذرا ، هذي زبيد قد أتتك قسرا ، تقطعن خببا وجبالا وعرا ، قد خلفوا الأنداد خلوا صفرا ، ولقد رأيتنا وقومنا ببطن محسّر كاد أن يتخطفنا الجن ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ارتفعوا على بطن عرنة فإنهم إخوانكم إن أسلموا» ، وعلّمنا التلبية : «لبّيك اللهمّ لبيك ، لبّيك لا شريك لك لبّيك ، إن الحمد والنعمة لك ، والملك لا شريك لك».
قال سليمان : لم يروه عن شرقي إلّا محمّد بن زياد.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : نا ـ أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي ، قال : وجدت في كتاب جدي الحسين بن إسماعيل القاضي بخط يده نا زهير بن محمّد بن أبي (٣) زهير المروزي ، نا محمّد بن زيد الكلبي ـ كذا قال لنا زهير ـ نا شرقي بن قطامي (٤) ح وأنا محمّد بن عبد الله بن شهريار ، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، أنا
__________________
(١) في م : زياد.
(٢) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٥ / ٢٨١ ، ٢٨٢ في ترجمة محمد بن زياد بن زبار.
(٣) كذا بالأصل وم : «بن أبي زهير» في تاريخ بغداد : بن زهير.
(٤) ترجمته في تاريخ بغداد ٩ / ٢٧٨.