فجزاك المليك سوءا وهونا |
|
عشت منه بذلّة وصغار |
فدخلت الخيمة أريد قتلها ، فلم أر أحدا ، كأنّ الأرض ابتلعتها ، فاقتلعت الخيمة ، وسقت الماشية حتى انتهيت بها إلى قومي زبيد.
أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو الفرج غيث بن علي ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، قالوا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي محمّد بن أحمد بن عثمان ، أنا محمّد بن جعفر بن سهل ، حدّثني أبو الحارث محمّد بن مصعب الدمشقي وغيره ، حدّثني سليمان ابن بنت شرحبيل الدمشقي ، نا عبد القدّوس بن الحجّاج قال : قال مجالد بن سعيد عن الشعبي عن رجل قال :
كنت في مجلس عمر بن الخطّاب وعنده جماعة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتذاكرون فضائل القرآن ، فقال بعضهم : خواتيم سورة النحل ، وقال بعضهم سورة يس ، وقال علي بن أبي طالب : فأين أنتم عن فضيلة آية الكرسي ، أما إنّها خمسون كلمة ، في كلّ كلمة سبعون بركة.
وفي القوم عمرو بن معدي كرب لا يحير جوابا ، فقال : فأين أنتم عن (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
فقال له عمر : حدثنا يا أبا ثور ، فقال : بينا أنا في الجاهلية إذ أجهدني (١) الجوع ، فأقحمت فرسي البرية ، فما أصبت (٢) إلّا بيض النعام ، فبينا أنا أسير إذا أنا بشيخ غربي الخيمة ، وإلى جانبه جارية كأنها شمس طالعة ، ومعه غنيمات له ، فقلت له : استأسر ثكلتك أمّك ، فرفع رأسه إليّ وقال : يا فتى إن أردت قرى فانزل ، وإن أردت معونة أعنّاك ، فقلت له : استأسر فقال :
عرضنا عليك البرّ (٣) منّا تكرما |
|
فلم ترعوي جهلا كفعل الأشائم |
وجئت ببهتان وزور ودون ما |
|
تمنّيته بالبيض حزّ الحلاقم |
ووثب إليّ وثبة وهو يقول : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) وكأني مثلت تحته.
__________________
(١) الأصل : «جهر بي» وفي م : جهدني والمثبت عن المختصر.
(٢) الأصل وم : صبت ، والمثبت عن المختصر.
(٣) الأصل وم ، وفي المختصر : النزل.