الأوزاعي (١) ، عن حسان بن عطية ، عن عبد الرّحمن بن سابط ، عن عمرو بن ميمون الأودي قال :
صحبت معاذا باليمن ، فما فارقته حتى واريته في التراب بالشام ، ثم صحبت بعده أفقه الناس عبد الله بن مسعود ، فسمعته يقول : عليكم بالجماعة ، فإنّ يد الله على الجماعة ، ويرغّب في الجماعة ، ثم سمعته يوما من الأيام وهو يقول : سيلي عليكم ولاة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها ، فصلّوا الصلاة لميقاتها فهو الفريضة ، وصلّوا معهم ، فإنّها لكم نافلة ، قال : قلت : يا أصحاب محمّد ما أدري ما تحدثوا؟ قال : وما ذاك؟ قلت : تأمرني بالجماعة وتحضّني عليها ثم تقول لي : صلّ الصلاة وحدك وهي الفريضة ، وصلّ مع الجماعة وهي النافلة.
قال : يا عمرو بن ميمون ، قد كنت أظنك أفقه أهل هذه القرية ، تدري ما الجماعة؟ قال : قلت : لا ، قال : إنّ جمهور الجماعة الذين فارقوا الجماعة [الجماعة](٢) ما وافق الحق ، وإن كنت وحدك.
لفظ حديث الوليد وفي رواية الفزاري اختصار ، وقال في آخره : الجماعة ما وافق طاعة ، وإن كنت وحدك.
قال : وأنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله السديدي البيهقي ، أنا (٣) أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسين الخسروجردي ، نا داود بن الحسين البيهقي (٤) ، نا حميد بن زنجويه ، قال (٥) : قال نعيم بن حمّاد في هذا الحديث ـ يعني إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد ، وإن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة حينئذ.
أنبأنا أبو علي المقرئ ، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، أنا أبو زرعة الدمشقي ، نا يحيى بن عمرو بن راشد ، نا ابن (٦) ثوبان ، عن حسان بن عطية ، عن شيخ بمكة ـ يعني ابن سابط ـ عن عمرو بن ميمون.
__________________
(١) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٤ / ٣٥١.
(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت عن م وتهذيب الكمال.
(٣) ما بين الرقمين سقط من م.
(٤) ما بين الرقمين سقط من م.
(٥) تهذيب الكمال ١٤ / ٣٥٢.
(٦) الأصل وم : وأبو ثوبان ، تصحيف ، وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، راجع ترجمة حسان بن عطية في تهذيب الكمال ٤ / ٢٦٥.