وكان يؤم الناس بدمشق.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أحمد بن محمّد ، أنا أحمد بن محمّد بن زياد ، نا محمّد بن عبد الملك بن مروان ، نا يزيد بن هارون ، أنا سعيد الجريري عن أبي تميمة الهجيمي ، قال :
أتيت الشام (١) ، فإذا أنا برجل مجتمع عليه ، وإذا هو مجدود الأصابع ، قال : قلت : من هذا؟ قالوا : هذا أفقه من بقي على ظهر الأرض من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، هذا عمرو البكالي ، قال : قلت : فما شأن أصابعه؟ قالوا : أصيب يوم اليرموك ، قال : وإذا هو يحدّث ويقول : يا أيها الناس اعملوا وأبشروا ، فإنّ فيكم ثلاثة أعمال ليس منهن عمل إلّا وهو يوجب لأهله الجنّة ، قالوا : وما هنّ؟ قال : رجل يلقى في الفئة ، فينصب نحره حتى يهراق دمه ، فيقول الله لملائكته : ما حمل عبدي على ما صنع؟ قال : فيقولون : ربنا أنت أعلم ، قال : يقول : أنا أعلم ، ولكن أخبروني ما حمله على الذي صنع؟ قال : يقولون : ربنا رجّيته شيئا فرجاه ، وخوّفته شيئا فخافه.
قال : فيقول : فإنّي أشهدكم أنّي قد أوجبت له ما رجا ، وأمّنته مما يخاف.
قال : ورجل يقوم في الليلة الباردة من دفوة فراشه إلى الوضوء والصلاة ، [فيقول الله لملائكته : ما حمل عبدي على ما صنع؟](٢) قال : يقولون : ربنا أنت أعلم ، قال : يقول أنا أعلم ولكن أخبروني ما حمله على ما صنع ، قال : يقولون : ربنا رجّيته شيئا فرجاه ، وخوّفته شيئا فخافه ، قال : قال : أشهدكم أنّي قد أوجبت له ما رجا ، وأمّنته مما يخاف.
قال والقوم يكونون جميعا فيقرأ الرجل عليهم القرآن فيقول لملائكته : ما حمل عبادي هؤلاء على ما صنعوا؟ قال : يقولون : ربّنا أنت رجّيتهم شيئا فرجوه ، وخوّفتهم شيئا فخافوه ، قال : فيقول (٣) : إنّي أشهدكم أنّي قد أوجبت لهم ما رجوا ، وأمّنتهم مما خافوا.
تابعه حمّاد بن سلمة عن الجريري.
وهكذا رواه حمّاد بن زيد (٤) بإسناده نحوه :
__________________
(١) الأصل وم : بالشام.
(٢) ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن المختصر ، والجملة بدورها مستدركة فيه بين معكوفتين.
(٣) في م : فيقولون ، تصحيف.
(٤) الأصل وم : يزيد.