لا يخاف الله ، ولا يستحيي من الناس ، قال : ومن هو؟ قال : الغلام المالكي الأخطل ، فأرسل إليه فأمره بذلك.
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني (١) : قال المدائني : وقال أبو عمرو [بن العلاء :]
أول ما حرك من القطامي فرفع من ذكره فإنه قدم في خلافة الوليد بن عبد الملك دمشق ليمدحه ، فقيل له : إنه بخيل لا يعطي الشعراء ، وقيل : بل قدمها في خلافة عمر بن عبد العزيز ، فقيل له : إن الشعر لا ينفق عند هذا ، ولا يعطي عليه شيئا ، وهذا عبد الواحد بن سليمان ، فامتدحه ، فمدحه بقصيدته [التي أولها :]
إنا محيوك (٢) فاسلم أيها الطلل |
|
وإن بليت وإن طالت بك الطّيل |
فقال : كم أملت من أمير المؤمنين؟ قال : أملت أن يعطيني ثلاثين ناقة ، فقال : قد أمرت لك بخمسين ناقة وأن توقر لك برّا وتمرا وثيابا ، ثم أمر له بدفع ذلك إليه.
أخبرنا أبو العز بن كادش ، أنا أبو يعلى بن الفراء ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل المعدل ، أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر ، نا محمد بن عجلان قال : قال ابن الإعرابي : قال الكلابي :
قال عبد الملك بن مروان للأخطل : من أشعر الناس؟ قال : أنا ، ثم المغدف القناع ، القبيح السماع ، الضيق الذراع ، يعني القطامي.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا إبراهيم بن عبد الله الجزري ، نا عيسى بن سليمان ، عن ضمرة عن ابن شوذب قال :
أوصى مالك بن المنذر بنيه ، فقال : يا بنيّ ، الزموا الأناة ، واغتنموا الفرصة تظفروا ، ثم أنشد عيسى بن سليمان قول القطامي :
قد يدرك المتأني بعض حاجته |
|
وقد يكون مع المستعجل الزلل |
أخبرنا أبو العز السلمي مناولة وإذنا وقرأ عليّ إسناده ، أنا محمد بن الحسين ، أنا
__________________
(١) الخبر والشعر في الأغاني ٢٤ / ١٩ ـ ٢٠.
(٢) في «ز» : محبوك.