الباب الرابع
فى ذكر ما زاد العباسيون فى المسجد الحرام لما انطوى بساط
ملك بنى مروان ، وآل إلى آل العباس الأمرة والسلاطين
مزقت بنى أمية كل ممزق ، وفتق الدهر حلل أثيابهم ومزق وحرق بنار اللهيب لباسهم وحرق ، وكان رقص لهم الدهر ، وصفق ، وكان يعور أموالهم بمواسم وغرر أيامهم بصنوف اللهو مواسم ورياح عزتهم فى أرض عزتهم بواسم.
وكانت تضيق بجيوشهم الفضاء ، وتجرى على حسب مطلوبهم خيول القدر والقضاء ، ثم انحرقت عنهم الأيام فأظلمت غرر إشراقهم ، وأزوى بلهيب العكس يانع أوراقهم ، فأدمتهم بصواعق إرعادهم ، وإبراقهم ، فلم يدفع عنهم الرمح ولا الحسام.
ولم ينفع ما سبق لهم من المن الحسام ، وأذاقوا الموت الأحمر مروان الحمار ، ونزع من تحت الملك التى تحت حافر الحمار ، فما بكت عليهم السماء والأرض ، وما بقى لهم إلا ما قدموه من نفل وفرض ، ونزعوا من الأثواب إلى بطن التراب ، وسيقوا للحساب إلى يوم الحساب.
فوفاء لدينا لا وفا فيها لبننيها ، ولا بقا لحالتى تمنيها وتحينها ولا ارتقى فيها على مجليها ، ذللت عزة عاد وهدمت قصر شداد ، وأخربت إرم ذات العماد ، فاق على الدنيا وزخرفها.
والحذر الحذر من هجوم صرفها وتصرفها ، كم نادتهم ، حذار حذار من بطش وفتكى.