مذهب أهل السنة السنية ، وأظهر شرائع الشعائر ، ودفع أهل الإلحاد وقمعهم فمالهم من ناصر.
وكان مجدد دين هذه الأمة المحمدية فى هذا القرن العاشر مع الفضل الباهر والعلم الزاهر والأدب الفض ؛ الذى يقصر عن شأنه كل أديب وشاعر ، إن نظم نضد عقود الجواهر أو نثر نثر منثور الأزاهر ، ونطق قلائد الأعناق نفائس الدر الفاخر ، له ديوان فائق بالتركى ، وأخر عظيم النظر فارسى يتداولهما بلغاء الزمان ، ويعجز أن ينسخ على منواله فضلاء الدوران ، تتناقله الركبان بكل لسان وتستلذ بمعانيه العقول والأذهان.
وكان رؤفا شفوقا ، صادقا صدوقا ، إذا قال صدق ، وإذا قيل له صدق لا يعرف المكر والنفاق ، ولا يألف مساوئ الأخلاق ، بل هو صافى الفؤاد ، صادق الاعتقاد ، منور الباطن كامل الإيمان ، سليم القلب خالص الجنان ، ولا يرتاب فى كمال ديانته ، ولا يشكل فى صلاحه ولا فى ديانته ، ولا تناهيت فى ثنائه محاسنه إلا وأكثر ما قلت مما ادع ، وقد أهلنى الله لئن قبلت يده الشريفة وتشرفت برؤية طلعتة المنورة اللطيفة.
وشاهدت ذاته العلية المنيفة ، فرأيت نورا يتلألأ وهيبة ألبسها الله مهابة وجلالا ، وجبينا يتضوع ضيئا وجمالا ، وألبسنى تشريفة الشريف وشملنى بإحسانه الوافر المنيف ، فها أنا أتقلب إلى الآن فى جزيل إنعامه ، وأعيش إلى الآن فى فائض تفضلاته وإكرامه ، وأترحم على ذاته الطاهرة الجميلة ، كلما تذكرت إحسانه وجميله ، وأخلد ذكره فى الحسن فى أطباق أوراق الليل والنهار ، وأرقمه فى صفحات دفاتر الأيام ، حيث لا يمحوه كرور الدهور والأعصار ، لا تريد الأيام إلا حدة ولا يزال غضا طريا ، جديد البراعة والعبارة.
* * *
فصل فى ذكر أولاده والأمجاد الكرام وأحفاده النجباء العظماء
كان أكرمهم وأمجدهم وأعزهم وأسعدهم وأنجبهم وأرشدهم ولى عهده وخلاصه عصره وربيب حجره ومهده مشدد أساس الملك العثمانى السلطان سليم الثانى.