الباب الثامن
فى دولة السلطان المحفوف بالرحمة والرضوان السلطان الأعظم
سليمان خان وبعض ما فعله من المآثر الحسان والصدقات الجارية
والخيرات الباقية على صفحات الجارية والخيرات الباقية على
صفحات الزمان سقى الله عهده سحائب الرضا والغفران
كان سلطانا سعيدا أيده الله ـ تعالى ـ لنصره الإسلام تأييدا ولى السلطنة بعد وفات والده المرحوم السلطان سليم خان فى سنة ٩٨٢ ه ، فجلس على تحت السلطنة ، ولا أدمن أنف أحد ، ولا أريق فى ذلك محجمه من دم ؛ ومولده الشريف سنة تسعمائة ، كذا ذكره مولانا محمد بن خطيب قاسم الرومى ؛ فى حاشية كتاب له مختصر من (ربيع الأبرار) للزمخشرى ، سماه (الروضة) ، ورأيت ذلك بخط طائفة من الفضلء المعتمدين ، فيكون سنة الشريف حيد ولىّ السلطنة ستا وعشرين ، واستمر فى السلطنة تسعا وأربعين سنة.
وكان عمره أربعة وسبعين سنة وشهرين ، وهو سلطان غاز فى سبيل الله ، فجاهد لنصرة دين الله ، رغم أنوف عداه بلسان سيفه وسنان قناه ، وكان مؤيدا فى حروبه ومغازيه ، مسددا فى رأيه ومغازيه ، مسعودا فى معانيه ومغانيه ، مشهودا وقائعيه ومراميه ، إيان سلك ملك ، وأنى توجه فتح ، وفتك فأين سافر وسفك.
وصلت سراياه إلى أقصى الشرق والغرب ، وافتتح البلاد الشاسعة الواسعة بالقهر والحرب ، وأخذ الكفار والملاحدة بقوة الطعان والضرب ، وأيد الدين الحنيفى بحدود سيفه الباتر ، وأقام الحنيفية ، وأحيى مالها من مأثر ، ونصر