فهذه ذبيحتك لابنك فداء فاذبحها دونه ، وآتاه بكبش من الجنة ، قيل : رعى قبل ذلك بأربعين خريفا ، وقال الفاكهى : ذكر الكتاب وكثير من العلماء أن الكبش الذى فدى به إبراهيم عليهالسلام كبش أملح أمرن أعين.
وقد روى بسنده عن ابن عباس رضياللهعنهما أنه هو القربان المتقبل من أحد بنى آدم ، فانظر (رحمك الله) إلى طاعة هذا الوالد ، أمر الله تعالى بذبح ابنه قرة عينه ، وقطعة كبده ، وإلى طاعة هذا الولد وانقياده كل ذلك راضيا مستسلما باذلا وجهه لله تعالى ، وانظر إلى هذه الوالدة الشفيقة الرحيمة ، وإطاعتها لأمر الله تعالى ، وإطاعة زوجها ، اللهم صلّى وسلم عليهم أفضل صلواتك وسلامك وعلى سائر الأنبياء والمرسلين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وانفعنا ببركاتهم أجمعين ، وارزقنا التوفيق وحسن اليقين أمين.
قال الأزرقى : ثم ولد لإسماعيل ابن إبراهيم عليهماالسلام من زوجته السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمى اثنى عشر رجلا ، منهم ثابت بن إسماعيل ، وقيدار بن إسماعيل ، وقطور بن إسماعيل ، وكان عمر إسماعيل مائة وثلاثين عاما ، ومات ودفن فى الحجر مع أمه ، ثم تولى البيت بعده ثابت بن إسماعيل ، ونشر الله العرب من نابت وقيدار فكثروا ونموا ، ثم توفى نابت ؛ فولى البيت بعده جده لأمه مضاض بن عمرو الجرهمى ، وضم بنى نابت بن إسماعيل ، وصار ملكا عليهم وعلى جرهم ، ونزلوا بقعيقعان بأعلا مكة ، وكانوا أصحاب صلاح كثيرة ، ويتقعقع فيهم ، وصارت العمالقة وكانوا نازلين بأسفل مكة إلى رجل منهم ولوه ملكا عليهم ، يقال له : السميدع ، ونزلوا بأجياد ، وكانوا أصحاب خيل وعز ، وكان الأمر بمكة لمضاض بن عمر دون السميدع ، إلى أن حدث بنيهما البغى ؛ فاقتتلوا ، فقتلوا السميدع ، وتمّ الأمر لمضاض بن عمرو.
وفى ذلك يقول :
ونحن قتلنا سيد الحى عنوة |
|
فأصبح فينا وهو حيران موجع |
وما كان يبغى أن يكون خلافنا |
|
بها ملكا حتى أتانا السميدع |