فلقد أتاه الله ما لم يؤت أحدا من العالمين ، وجمع له ما بين أعظم سعادة الدنيا والدين ، وجعله كريما مباركا وسلطانا رؤوفا رحيما ، ومنحه ملكا جليلا عظيما وافقا عند مراد ربه فلا يتعداه عاملا فى أمره بتقوى الله مراعيا للعدل والإحسان فيما استرعاه ، طالما غمرنى بإحسانه وهو شاه زاده قبل جلوسه الشريف على تخت السلطنة والسعادة وشملنى بلحظه الشريف السلطانى بالحسنى وزيادة :
وإنى وإن أعطيت فى القول سؤله |
|
وطاوعنى هذا الكلام المحبر |
لأعلم أنى فى الثناء مقصر |
|
وأن الذى أولاه أوفى وأوف |
فأى جميل من عطايا ينتهى |
|
وفى كل حسن فضله يتكرر |
ولكننى ما دمت حيا لشاكر |
|
ويشكره بعدى كتابى المسطر |
* * *
فصل ومن أعظم مآثره الجميلة وأكرم آثاره الجليلة العظام
عمارة المسجد الحرام ، زاده الله شرفا وتعظيما ومهابة وتكريما
وقد تقدم أن والده السلطان الأعظم المدرج إلى رحمة الله تعالى الكريم الأكرم شرع فى تعميرهي على الوجه الذى تقدم وأتم منه الجانب الشرقى والجانب الشمالى إلى أن انتهت العمارة الشريفة إلى باب العميرة ، فما عمر إلى أن تم العمارة ، وسلم ملكه المشيد إلى نجله السعيد السلطان الأعظم الفريد فبرز أمره الشريف العالى لأمير العمارة الشريفة أحمد بيك : أن يبذل جده وجهده فى إتمام بناء المسجد الحرام وشرع فى إنجاز عمارة بكمال السعى والاهتمام ، فبادر الأمير المشار إليه إلى هذا الجد والاجتهاد وتوجه بكليته لإتمام هذه العمارة فى خيري البلاد ، فأعانه الله تعالى على إتمامها ، وأمر بذلك سائر خدامه إلى أن تم بناء الجانبين الغربى والجنوبى من المسجد الحرام بجميع شرافاته وأبوابه ودرجاته فى سائر المسجد الحرام وخارجه فى أيام دولة هذا السلطان الأعظم الأكرم خلد الله تعالى ملكه الأقوم.