وخارج هذين البابين : ساحة بين دارين لزبيدة «أم الأمين» بنيت فى سنة ثمان ومائتين ، وما بقى تلك الدارين أثر الآن.
والذى يظهر : أن دارى زبيدة كانت إحداهما : فى الجانب الشامى فى مكان رباط الحوزى الآن ، وكانت الأخرى تقابلها من الجانب اليمانى من تلك الزيادة ، وهو رباط «رامشت» الذى يعرف الآن برباط «ناظر الخاص» فأدخلت هذه الساحة التى بيني الدارين فى المسجد الحرام ، وأبطل البابين ، يعنى باب الخياطين وباب بنى جمح ، حيث دخلا فى المسجد الحرام ، وجعل عوض البابين ، وباب كبير وهو المسمى بباب «إبراهيم» فى غربى هذه الزيادة.
قال الحافظ نجم الدين عمر بن فهد (رحمهالله تعالى) فى حوادث سنة ٣٠٩ ه فى كتابه «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» : «وفيها زاد قاضى مكة يومئذ محمد بن موسى من الجانب الغربى قطعة عند «باب الخياطيبن» وباب «بنى جمح» وهى «السوح» الذى كان بين دار زبيدة أم الأمين ، وعمل ذلك مسجدا أوصله بالمسجد الحرام إلى العتبة التى عليها باب «إبراهيم» سبعة وخمسون ذراعا إلا سدس ذراع عرض هذه الزيادة من جانبها الشامى إلى جانبها اليمانى ، وذلك من جدر رباط «الجوزى» إلى جذر رباط «رامشت» اثنان وخمسون ذراعا وربع ذراع ، وفى هذه الزيادة فى جانبها الشرقى المتصل بالمسجد الكبير صفان من الرواق على أساطين منحوتة من الحجارة ، وكذلك فى جانبها الشمالى ، ولم يكن فى جانبها الغربى رواق وفى جانبها اليمانى سبيل ما وسط رواقه ، وكانت بهذه الزيادة منارة ذكرها التقى الفاسى فى الشفاء.
قلت : أما المنارة فلا أدرى من نباها ولا متى بنيت ولا متى هدمت ، وأما السيل فكان موجود إلى سنة ٩٨٣ ه ، وهدم عند وصول الغمارة السلطانية إليه ، وأعيد بناؤه سبيلا كما كان ، وهذه الزيادة الثانية وقعت فى أيام المقتدر العباسى (رحمهالله تعالى وعفى عنه).
* * *